عندما يصيبني أي شيء يتعلق بصحتي أقلق!

2021-10-03 00:36:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وبهذا الموقع، وتحياتي لكم -دكتورنا الفاضل/ محمد عبد العليم-.

سؤالي: أنهيت علاجي لمدة عام من نوبات الهلع، وقد قمت بإرسال رسالة سابقة لكم، شرحت فيها الوضع العام، لكن حاليًا مشكلتي بالقلق العام، الأسبوع الماضي أصابني صداع ومن ثم أصبحت أفكر، وقلقت، ومن ثم زاد الصداع، وزاد القلق.

مشكلتي أنني عندما يصيبني أي شيء يتعلق بصحتي أقلق، وأصبح أبحث من خلال النت، وهذا أتعبني، وخفت أن الصداع هو من ارتفاع الضغط، وأنا عموماً أخاف من قياس ضغطي؛ لأن عندي خوفا وهلعاً من هذا الجهاز، وعندما أرى جهاز الضغط أتوتر وأقلق، ويزداد نبضي.

مشكلتي أنني أتعمق بالموضوع والتفكير فيه، مع أنه بسيط جدًا، بالتالي النوم عندي الأسبوع الماضي كان سيئاً، حتى قمت بأخذ 0.25 حبة زولارم.

عموماً هل أستطيع أخذ دواء في حالة أصابني قلق أو توتر عند الحاجة؟ -ولله الحمد- فيما يخص نوبات الهلع مسيطر عليها، ولكن الآن هو القلق وخصوصاً ليلاً، أما نهاراً لا يوجد قلق.

وهذا القلق يؤدي إلى أن تكون نفسيتي متعبة، وسلبي وغير متفائل، ولا زلت أمارس رياضة المشي من مرتين إلى ثلاث مرات بالأسبوع وكل مرة لمدة ساعة، ولا أنام نهاراً، وأحاول أن أكون اجتماعيًا، هل من الممكن وجود دواء يستخدم عند اللزوم، وأن لا يكون إدمانياً؟

أمس وأنا نائم قمت وكأنني مختنق فجأة، يمكن من كثرة التفكير.

بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا -أخي الكريم- وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأنا سعيدٌ جدًّا أن أعرف أنه -بحمد الله- بصفة عامة حالتك بخير، وأصبحت أكثر تفهُّمًا لوضعك النفسي، وأعتقد أنك وصلت لمرحلة التواؤم والتكيُّف مع الذات، وهذه المرحلة نعتبرها متقدِّمة جدًّا فيما يتعلّق بالسيرة العلاجية عند الإنسان.

أخي: القلق -كما ذكرتُ لك سلفًا- هو مهمة جدًّا في حياتنا، فلن ينجح الإنسان إذا لم يُثابر، ولن ينضبط أبدًا إذا لم يقلق، لكن حين يزيد القلق عن معدّلاته قد يُؤدّي إلى نتائج عكسية، ولذا استمرارك على برامجك الرياضة وحُسن توزيع وقتك، واجتهادك في التواصل الاجتماعي، واجتهادك في عملك وتطوير ذاتك في هذا الخصوص، كلّ هذه سوف تمتص القلق، القلق يُحوّل إلى قلق وظائفي إيجابي حين يُسخِّره الإنسان بالأنشطة الحياتية المختلفة والمهمّة.

الصداع هو صداع قلقي ولا شك في ذلك، ولا تنزعج لذلك أبدًا. من الأشياء الضرورية -من وجهة نظري- هي: أن تقوم بالمقابلة الدورية مع طبيبك -طبيب الأسرة مثلاً، الطبيب الباطني- مرَّة كل ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر، هذا أمرٌ محمود جدًّا وطيبٌ جدًّا، أن تذهب وتقابل الطبيب ويتم الفحص السريري العام، وتُجرى لك الفحوصات الضرورية، هذا وُجد أنه من أفضل الوسائل التي تمنع حقيقة القلق نحو الصحة والوسوسة نحوها، وهذه المنهجية تمنع حقيقة ما نسميه بالقلق التوقعي.

بهذه الكيفية تكون قد وظَّفتَ القلق توظيفًا صحيحًا، طبعًا تمارين الاسترخاء بالرغم من أن كثيرًا من الناس لا يعطيها قيمتها، لكن حقيقة هي فاعلة ومفيدة جدًّا، تمارين التنفُّس التدرُّجي، هذا الشعور بالخنقة والضغط على الصدر يُعالج من خلال التمارين الاسترخائية، والاسترخاء إذا جعله الإنسان منهجًا لحياته يُسهّل النوم كثيرًا، ويمكنك أن تُطبّق تمارين الشهيق والزفير المتدرِّجة قبل النوم وقبل قراءة الأذكار، ثم بعد أن تقرأ أذكارك تنوم إن شاء الله نومًا هانئًا.

بالنسبة للـ (ألبرازولام) أو ما يُعرف بـ (زولام): ليس هنالك ما يمنع حقيقة أن تتناوله بمعدل مرة، مرتين، أقصى شيء ثلاث مرات في الأسبوع، وبنفس الجرعة، ربع مليجرام.

الأدوية الإسعافية الجيدة غير الإدمانية قطعًا هي عقار (دوجماتيل/سولبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا، حتى مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.

أيضًا عقار (ديانكسيت) بجرعة حبة واحدة في اليوم، عقار (فلوبنتكسول) بجرعة نصف مليجرام، بمعدل مرة إلى مرتين في اليوم.

هذه أدوية ممتازة جدًّا، ويمكن للإنسان أن يتناولها لفترة قصيرة ثم يتوقف عنها، حيث إن فعاليتها تأتي مبكِّرًا، كما أن التوقُّف عنها لا يُؤدِّي إلى أي ارتدادات سلبية أو آثار انسحابية.

فيمكنك -أخي الكريم- أن تتخيّر أي واحدٍ من هذه الأدوية التي ذكرتها لك، وتتركه معك في المنزل، ولا مانع أن تستعمل مثلاً لمدة ثلاثة أيام أو أربعة أيام، أو أسبوع -أقلَّ أو أكثر- ليس هنالك بأس في ذلك أبدًا.

فقط أهم شيء أن تكون منهجية حياتك ونمطها على الأسس الإيجابية الصحيحة التي ذكرناها.

بارك الله فيك -يا أخي- وجزاك الله خيرًا، وأنا شاكر كثيرًا لتقديرك لشخصي الضعيف.

www.islamweb.net