زوجي يعطي أهله حقهم لكنه يهمل في حقي عليه كزوجة، فما توجيهكم؟

2022-08-03 04:20:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا متزوجة، وأعاني من مشكلة مع زوجي لا أجد لها حلا!

زوجي يعمل 10 ساعات في اليوم ثم يأتي إلى المنزل ليتناول الغداء ويرتاح قليلا، ثم يذهب إلى أهله ويعود بعد 3 ساعات أو ساعتين، ويجلس معي ساعة واحدة وينام، وكلما أحدثه في هذا يقول لي هذا حق أهلي علي، ويجب أن أبقى بجانبهم، وإلى آخره!

الأمر الذي يزعجني أنه يفضلهم في كل شيء على منزله، أنا أعلم أن الإسلام جعل للمرأة حقوقا على زوجها، ولكنه دائما يقول لي إن الإسلام اهتم بحق الأهل ويأتي لي بآيات تدل على الإحسان للأهل وحقهم علينا، وأنا أعلم أن لأهله حق عليه، ولا أسعى لأن يصبح سيئا في حقهم بالعكس، ولكن كل ما أود فعله أن يقضي يوما في منزله ويوما عند أهله، ودائما يقول أنا زوجته، ويجب أن أتحمل هذا الشيء.

أنا أقضي أغلب يومي لوحدي، وعندما يأتي يذهب لأهله، أنا أشعر كأني خادمة في منزله لأطبخ، وأهتم بمبيته وإلى آخره، لا أشعر بأنه يفضلني بأي شيء، وأنا حامل الآن، ولا يهمه أمري كثيرا أو أمر طفله، ولا أعلم ماذا أفعل!

أريد أن تنصحوني، ماذا أفعل؟ وهل فعلا لأهله حق عليه يوميا بزيارتهم وقضاء أغلب الوقت عندهم بعد عمله؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ لك زوجك وأسرتك ويديم الألفة والمحبة بينكما، نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة- مشاعرك وشعورك بالحاجة لقضاء زوجك أوقاته بجانبك لا سيما ما أنت فيه من أحوال اغتراب والوحدة في المنزل، ولكن في الوقت نفسه -أيتها البنت العزيزة- نذكرك بالخير الكثير الذي ساقه الله تعالى إليك والنعم الوفيرة التي أنعم بها عليك، فإن لالتفات الإنسان المسلم إلى نعم الله تعالى عليه يحفز لديه الشعور بالغبطة ويوجهه نحو الشكر لله تعالى على ما هو فيه.

وهذه نصيحة نبوية غالية فقد قال عليه الصلاة والسلام "انظروا إلى من دونكم"، فإذا نظرت في أحوالك ورأيت أن الله تعالى قد يسر لك الزواج، ورزقك زوجاً جاداً يعمل ويقوم بواجباته تجاه أسرته، وأن الله تعالى من عليك بالإنجاب، وما تعيشنه من صحة وسلامة كل هذا يذكرك بأنك تعيشين في خير كثير ونعمة واسعة، فيملأ حياتك بالفرح والسعادة والشعور بفضل الله تعالى، ثم اعلمي -أيتها البنت الكريمة- أن سلوك زوجك مع أهله وخصوصاً الوالدين ومبالغته في برهما والإحسان إليهما هذا السلوك يعود عليه وعلى أسرته أنت وأولادكما يعود عليكم جميعاً بالبركة والخير، فإن من عاجل ثواب الله تعالى للإنسان في بر والديه أن يبره أبنائه وأن يصلح هؤلاء الأبناء، وهذا بلا شك عائد على الأسرة بالصلاح والاستقرار.

فلا تظني أبداً بأن مبالغة زوجك في بر والديه خسارة عليك، بل هو عائد عليك بالنفع، ومطلوب من زوجك أن يوازن نعم، ولكن من الناحية الشرعية الفقهية لم نرى فيما ذكرت تقصيراً من الزوج في أداء الحقوق الواجبة عليه تجاهك أنت، ولهذا نصيحتنا لك أن لا تسمحي بالشيطان أن يتسلل إلى قلبك ليدخل إليه الهم والحزن، ويوهمك بأن حقوقك ضائعة وأن زوجك مفرط في حقك، ولكن بإمكانك أن تبالغي في استمالة زوجك وأن تيسري له قضاء الأوقات معك، وذلك بأن تشاركيه مثلاً في الخروج إذا أراد الخروج في بعض الأيام، وتشاركيه زيارة والديه وبهذا تجمعين الخير من أطراف عديدة، ثم اعلمي -أيتها البنت العزيزة- بأن الرجل يميل إلى الجلوس حيث تستريح نفسه، ووفري الأجواء الملائمة المناسبة براحة زوجك معك في البيت وابتعدي عن المعاتبة والمساءلة والمحاسبة، وهذه طريقة مجدية نافعة في استمالة الزوج إليك وهي توفير أجواء الراحة، لا سيما وأنت تصفينه بأنه يقضي ساعات طويلة في العمل، وأنت سكنه الحقيقي الذي ينبغي أن يشعر بالراحة إذا رجع إليه فاجتهدي في تغيير نمط الحياة مع زوجك والابتعاد عن المحاسبة والمسائلة إلى البحث عن ما يريحه ويستميله إليك، وبذلك تكونين سلكتي الطريق الصحيح والوصول إلى مقاصدك ومآربك.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك للخيرات، وأن يكتب لك ولأسرتك السعادة في الدنيا والآخرة.

www.islamweb.net