أعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية، فما العلاج؟

2022-08-10 05:38:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية ocpd وسبب لي اكتئابا تتراوح شدته بين المتوسط والشديد، مع العديد من المخاوف وكثرة التفكير وفقدان للدافع والطاقة، تعطلت دراسيًا بسبب هوسي بإتقان الشيء تارة، وبسبب الاكتئاب وعدم الرغبة تارة أخرى.

داومت على عقار البروزاك بجرعة 20 مجم، ثم 40 مجم لفترات طويلة تصل لسبع سنوات ما بين أخذ للدواء وتوقف عنه، تكون الحياة أكثر احتمالًا، والأمور أفضل قليلًا أثناء العلاج، لكن مع استمرار فقدان الطاقة والدافع والتعطل الدراسي والمخاوف والتفكير في الماضي.

مؤخرًا حدثت انتكاسة بعد التوقف عن البروزاك منذ شهرين، وأصبحت أكثر عصبية وأكثر تدقيقًا في الأمور، ومنذ فترة أثناء الاستشارات كان الطبيب قد اقترح تغيير الدواء، وأنا لم أفكر في الأمر كوني أخاف من الأعراض الجانبية، فكان من ضمن اقتراحاته بدء العلاج بعقار لوسترال (زولفت) بجرعة 25 مجم، ثم رفعه إلى 50 مجم بعد 10 أيام.

أنا أثق في رأيكم، وكان العلاج بالبروزاك بناءً على استشارتكم منذ سنين، فهل أبدأ في المداومة على لوسترال؟ وهل سيكون مجدي لحالتي وآمن مثل البروزاك الذي واجهت معه أعراض جانبية طفيفة لا تذكر مقارنة بما قرأته في النشرة الداخلية للوسترال؟

وفي النهاية وجب شكركم على مجهودكم الوافر والذي كان من أسباب أني بدأت العلاج منذ سنوات.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الشخصية الوسواسية ليست كلها سيئة ليست كلها سلبية، فالإنسان يحتاج لدرجة معقولة من الوسوسة ليكون منضبطاً في أدائه، مثلاً تجد الأشخاص الذين يعملون في مجال الحسابات إذا كان الواحد منهم لديه شخصية تحمل بعض سمات الوسوسة سيكون موظفاً ممتازاً ومتقناً جداً، أما إذا زاد وسواسه فطبعاً سوف يؤدي إلى ما هو عكس ذلك، لأنه سوف يصبح بطيئاً في عمله.

المهم يجب أن لا نجرد أنفسنا من الوساوس، لكن بالفعل إذا كانت مرضية يجب أن نعمل على علاجها، أريدك أن تجتهد في التدريبات السلوكية تضع نوعا من السيناريوهات، مثلاً شيئا معينا كنت تقوم بالتأكيد عليه 6 إلى 7 مرات فأصر على نفسك أنك سوف تؤكد عليه 4 مرات فقط، وفي المرة التالية تؤكد عليها ثلاثة مرات فقط ثم مرتين فقط وهكذا، هذا التدرج السلوكي مهم جداً، هذه التدريبات مهمة جداً لأنها تحمل الطابع الوجداني والطابع المعرفي والطابع العقلي، فيجب أن تروض نفسك وتدربها على هذه التمارين لتقليل مدة وعدد مرات التأكيد الذي تقوم به، ولا بد أن تكون الصورة العامة في دماغك هي التحقير تحقير الوسواس، وتجاهله تمامًا وعدم الأخذ به، هذا أيضاً مهم جداً، أن تملأ فراغك بصورة جيدة، لأن الوسواس يتصيد الناس من خلال الفراغ، هذه كلها إجراءات علاجية مهمة جداً.

أما بالنسبة للدواء فإن شاء الله تعالى اللسترال والذي يعرف باسم السيرترالين دواء رائع جداً دواء عظيم جداً، وآثاره الجانبية أيضاً قليلة، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، فأنا أقول لك ابدأ في تناوله على بركة الله، ابدأ فعلاً بـ 25 مليجراما يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعلها 50 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 100 مليجرام يومياً وهذه هي الجرعة العلاجية، هذه هي أقل جرعة علاجية، لأن اللسترال يمكن أن نرفع جرعته حتى 200 مليجرام في اليوم، لكن لا أراك في حاجة لهذه الجرعة، إذاً الجرعة العلاجية هي 100 مليجرام تتناولها ليلاً أو نهاراً إذا سبب لك نعاساً في أثناء النهار فتناوله ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر على الأقل، بعد ذلك تجعل الجرعة حبة واحدة أي 50 مليجراما يومياً لمدة عام مثلاً، فهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك تجعل الجرعة 25 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، ويمكن أن ندعم اللسترال بعقار آخر يسمى الرسبريادون تتناول الرسبريادون جرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر فقط، وتبدأ الرسبريادون حين تكون جرعة اللسترال حبتين أي 100 مليجرام يومياً، أي لا تبدأ مباشرة بتناول الرسبريادون مع بداية تناول اللسترال، هذه -يا أخي- هي الخطة العلاجية الدوائية.

وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك، وأشكرك كثيراً على ثقتك في إسلام ويب.

www.islamweb.net