ما أفضل علاج دوائي للتوتر والقلق دون أعراض جانبية متعبة؟

2022-08-18 04:39:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور: محمد عبدالعليم المحترم
أعاني من القلق والتوتر عند الخروج من المنزل، وخصوصا عندما أركب سيارة الأجرة، يأتيني توتر وتشنج كبير جدا يصل إلى تنميل الأطراف والوجه، وضيق التنفس، ونبض يتراوح بين 95-120، ولا أعرف ماذا أفعل؟ حينها فقط أريد النزول من السيارة.

عندي أفكار وسواسية بأنني نتيجة هذا التوتر الشديد ربما أصاب بأزمة قلبية أو جلطة، وأيضا هذه الحالة تحدث عند الذهاب للدكتور، ويزداد التوتر عند الانتظار قبل الدخول للطبيب، وعند الدخول للطبيب لقياس نبض القلب، ودائما عند الفحص الروتيني يظهر 100-120، ويتفاجأ الطبيب ويقول لي عندك خفقان.

يزداد التوتر عندما يطلبني المدير في العمل للحضور، أتشنج ويصبح عندي خفقان شديد، ولكن في المنزل أو في غرفة عملي الخاصة عند قياس نبض القلب تكون النتيجة 75-83 وهي طبيعية.

استخدمت الفافرين سابقا وكان تأثيره الإيجابي محدودا، فأرجو وصف علاج لهذه الحالة لأنني تعبت منها، وكذلك أنا مقبل على السفر بالطائرة، أتمنى أن لا يكون للعلاج أعراض جانبية مرتبطة بالخمول أو النعاس، وحبذا أن يساعد في تحسين المزاج وعلاج ضيق الصدر والحزن أيضا.

سمعت بعلاج الدوجماتيل لعلاج القلق والتوتر، والأعراض النفسوجسدية، ولكن ربما يؤثر على هرمون الحليب، وقد يسبب التثدي عند الرجل حسب بحثي ولست متاكدا، وأنت أعلم مني بهذا.

مع الشكر والاحترام.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ووصفك للحالة دقيق جداً، والذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، ويظهر أن مكون المخاوف الرئيسي هو الخوف الاجتماعي، وهذه الحالات كثيرة ومنتشرة، أريدك أن تتعامل مع الأمر بكل سهولة ولا تنزعج ولا تضخم هذه الأعراض أبداً، التغيرات الفسيولوجية التي تحدث من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللإرادي هي التي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب عند المواجهات، فهذه إذاً عملية نفسية فسيولوجية طبيعية جداً.

لا بد أن تحقر فكرة الخوف، إذا كان السفر بالطائرة، إذا كان اللقاء مع مجموعة من الناس، إذا كان التعامل مع رئيس العمل، تتعامل مع هذه الأوضاع بصورة عادية جداً، ولا بد أن تجري حوارات مع نفسك، ما الذي يجعلك تخاف؟ أنت لست أقل من الآخرين في أي شيء، ودائماً ابدأ في سرك ببسم الله الرحمن الرحيم، واسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

إذاً المواجهات المنتظمة هي وسيلة العلاج، ومن المواجهات المفيدة جداً الصلاة مع الجماعة في المسجد، صلاة الجماعة تؤدي إلى ما نسميه بالتعريض الإيجابي أو التعرض الإيجابي، وهو مفيد جداً للإنسان، حيث أن المسجد هو مكان الأمن والامان والطمأنينة، ويلتقي الإنسان -إن شاء الله- بأفضل الناس فيه، وهذا يؤدي إلى محيط انسجامي وإيجابي وليس فيه وجل أو خوف أو قلق أو توتر، ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم أيضاً ذو فائدة كبيرة جداً.

أريدك -أيها الفاضل الكريم- أيضاً أن تحرص على الواجبات الاجتماعية، مشاركة الناس في أفراحهم زيارة المرضى، المشي في الجنائز، حضور الاحتفالات الاسرية المناسبة هذا كله نوع من العلاج الجيد والمفيد -إن شاء الله- ولن تصاب بأي أزمة قلبية أو جلطة، هذه مجرد وسوسة ومشاعر سلبية ناتجة من قلق المخاوف، عش حياة صحية من خلال تجنب السهر، وممارسة الرياضة، والتغذية المنضبطة، والتواصل الاجتماعي، التطوير المهني، المشاركات الأسرية، الحرص على العبادة خاصة الصلاة في وقتها، هذه كلها تؤدي إلى تأهيل النفس والانطلاق بها في مسارات إيجابية مفيدة.

بالنسبة للأدوية نعم أبشرك أن عقار استالبرام هو الأفضل في مثل هذه الحالات، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، جرعة البداية هذه تتناولها لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجرام يومياً كجرعة واحدة، وهذه هي الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول استالبرام.

دواء سليم جداً وفاعل جداً ومفيد ولا يؤدي إلى النعاس ولا يؤدي إلى أي نوع من التثدي، أريدك أيضاً أن تتناول دواء داعما بسيطا جداً يسمى ديناكسيت، تناوله بمعدل حبة واحدة في الصباح لمدة شهر فقط، وهذا أيضاً سوف يساعدك كثيراً خاصة في بداية العلاج، وحتى تبدأ فعالية استالبرام.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net