زوجي لا يحترمني أمام أطفالي، فكيف أتصرف معه؟

2022-11-29 22:23:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أمرأه متزوجة منذ 9 سنوات، ولدي 4 أطفال -الحمد لله-، منذ زواجي وبعد مرور السنة الأولى من الزواج بدأت تظهر طباع زوجي التي كانت سببًا في معاناتي في التعامل معه، فهو إنسان بارد ولا يبالي، ولا يقيم وزناً للكلمة التي يقولها، وغالباً ما نختلف في أمور الحياة ووجهات النظر، فهو لا يحترم هذا الاختلاف الذي بيننا.

أشعر أحيانًا أنني أتعامل مع تفكير طفل بالعناد والسخرية، علماً أنني امرأة أخاف الله في زوجي وبيتي وأولادي، ولا أقصر في واجباتي على قدر استطاعتي، إلا أن أسلوب اللامبالاة، وعدم الاحترام والتقدير من زوجي يشعرني بالغضب والعصبية، وأثر ذلك على حياتي وتعاملي مع أطفالي، حاولت مرارًا التحاور معه والتفاهم ولكنه لا يستمع، وكأنني أتحدث مع الجدار، لا أعرف لماذا يتعمد أذيتي وجرح مشاعري أمام أطفالي عند اختلافنا؟

أصبحت لا أطيق النظر إلى وجهه، أو التحدث معه مباشرة، ليقيني بأن كلماتي لا أثر لها في نفسه، صرت أفكر بالانفصال حتى أعيش حياتي بهدوء وبدون ضغط، ولكني لا أريد ظلم أطفالي، وكلمة الحق تقال هو رجل محافظ على صلاته، ولا يقصر في احتياجات المنزل والأطفال، لكنه تقصيره في حقي أنا، وهذا الأمر الذي يرهق نفسيتي ويزعزع أمان نفسي وسكونها، كيف يمكنني التعامل والتواصل مع رجل لا يؤمن بلغة الحديث والتواصل؟ إنسان يجد راحته بالعزلة والأكل وحده، وكأنه ضيف شرف يقيم بالمنزل، تعبت وأرهقت نفسيتي لدرجة الاختناق.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي ثناءك على ما في الزوج من إيجابيات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلّا هو.

سعدنا جدًّا بحسن العرض للاستشارة، ونحيي هذا الصبر والحرص على مصلحة الأطفال، ونتمنّى أن تتفهمي نمط شخصية الزوج، ولا تحاولي أن تجادليه أو تحاوريه أمام أطفاله الصغار حتى لا يتأثروا بنتائج هذا الحوار وهذا النقاش الذي بينكم، وحاولي أيضًا الثناء على ما فيه من الإيجابيات، وبعد ذلك الدخول إلى الجانب الآخر بعد أن تثني عليه، ليكون هذا مدخلاً إلى قلبه، فكونه يحافظ على صلاته، لا يقصّر في حاجات المنزل، يهتمّ بأطفاله، هذه إيجابيات كُبرى، ولا يعني أنها تُغني عن غيرها، لكن يصلح أن نذكرها فنشكرها، ونسأل ربنا تبارك وتعالى المزيد.

بلا شك نحن لا نؤيد ما يحصل من الزوج، لأن أهم ما تحتاجه الزوجة هي أن تجد وتشعر بالحب والأمان، فإذا وفّر لها زوجها الحب والأمان وفّرت له زوجته التقدير والاحترام. وعليه أرجو أن تبدئي صفحة جديدة، وبعد هذا العرض الجيد نحن على ثقة أن أمثالك تستطيع أن تنجح في حياتها، إذا أحسنت إدارة حياتها مع زوجها، واستخدمت المداراة، والمداراة هي أن نعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، فمثل هذا الزوج تأخذي منه الإيجابيات، ثم تحاولي أن تُديري الجانب الثاني، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

ونتمنَّى أيضًا إذا كان هناك مجال لأن تكتبوا استشارة مشتركة، حتى نسمع وجهة نظره، أو حرّضيه على أن يتواصل مع الموقع ليكتب ما في نفسه، حتى نوضح له الأشياء ويسمع التوجيهات من رجال أمثاله مختصين، فمن الرجال مَن لا يستمع لزوجته، ولا يقبل بنصحها، لكن يقبل من إخوانه من الرجال، خاصة إذا كانوا خبراء ومختصين.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأرجو ألَّا تتوتري وتغضبي، لأنك عرفت نمط هذه الشخصية، وبعد هذه السنوات لا أظنُّ أن التغيُّر سيكون سريعًا، لكن يحتاج منك إلى صبر، وإلى تكيُّف، وإلى تأقلم، وإلى تركيز على الأمور الكبيرة، حتى لا تتعبي أعصابك وتتعبي حياتك، فالرجل الذي لا يتأثر بالكلام ولا يُؤثّر فيه، ما ينبغي أن نطيل معه الكلام، ولكن ينبغي أن نذهب إلى حيل أخرى.

وعليه أقترح عليك دعوته إلى أن يكتب أو تكتبوا استشارة مشتركة، أو تحاولي أن تبيني لنا صفات زوجك وتعرضي إيجابياته تفصيلاً، وإذا كانت هناك أيام مشرقة وأيام جميلة، فحاولي معرفة أسباب ذلك التحسّن الحاصل، وأيضًا حاولي أن تُثني عليه أمام أبنائه، وهو أيضًا ينبغي أن يُثني عليك أمام الأبناء لمصلحتهم ومن أجل استقرارهم وصحتهم النفسية.

سعداء جدًّا بهذه الاستشارة، ولا نؤيد فكرة الاستعجال بطلب الطلاق، لأنك بذلك تعاقبين كل الأطراف: نفسك، وزوجك، وهؤلاء الأطفال الذين ينبغي أن تحرصي على حُسن رعايتهم وتربيتهم، فهم رأس مالكم وأغلى ما تملكون، وهذا لا يعني أنه ليس لك حقوق، بل إسعادك بابٌ عظيم لسعادة الأبناء، وهذا ما سيفهمه الزوج إذا تواصل مع موقعكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net