أشعر باختناق وتشنج في البطن عند خروجي من المنزل، فما العلاج؟

2023-05-28 01:51:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عادل، أبلغ من العمر 28 سنة، مهندس دولة، عاطل عن العمل.

مشكلتي بدأت من شهر ديسمبر 2022، حيث عانيت من التهاب في المعدة، بعد تتبع العلاج اللازم صرت بصحة جيدة -والحمد لله-، ولكن منذ ذلك الوقت وأنا منغلق على نفسي لا أخرج إطلاقاً من غير الذهاب للمسجد والعودة للمنزل، نظراً لأنني عندما أقود السيارة أو أركب المواصلات أشعر بحالة اختناق، وتشنج البطن، وتنميل الفم والرأس من الخلف لا تطاق، والتي أضطر إلى النزول من السيارة؛ لهذا أغلقت الأبواب في وجهي!

ومنذ ذلك الزمن وأنا في هذه الدوامة! مؤخراً شعرت بوخز في ظهري أو تنميل، قمت بعمل تخطيط القلب وكان سليماً، ولا أعرف هل هذا بسبب الخوف والقلق النفسي أم ماذا؟

أرجو منكم مساعدتي، والله لا يضيع أجر المحسنين.

وشكراً جزيلاً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة -أخي الكريم-: أنك أصبت بالتهاب في المعدة منذ حوالي السنة، وقد تعالجت من الإصابة وشفيت -والحمد لله- ولكن بعد ذلك بدأت تظهر عندك أعراض جديدة (شعور بالاختناق، تشنج بالبطن، وتنميل بالفم والرأس) عند قيادة السيارة أو ركوب المواصلات.

وأن ظهور هذه الأعراض عندك وارتباطها بركوب المواصلات (سيارة أو مواصلات عامة) يدل على أن ما تعاني منه سببه غالباً هو حالة نفسية من القلق والتوتر، ولا يدل على إصابة عضوية أو جسدية -لا قدر الله- لذا ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية لإجراء الدراسة الطبية المناسبة، ووضع الخطة العلاجية الملائمة لحالتك.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

----------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور محمد مازن (تخصص باطنية وكلى)
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان).
----------------------------------------------------

الأعراض الجسدية التي تحس بها عند الخروج من المنزل هي أعراض المكوّن الرئيسي لها هو التوترات النفسية، والمخاوف النفسية البسيطة التي تعاني منها، وهذه الحالات نسميها (نفسوجسدية)، يعني أن الأثر النفسي قد انعكس على أجزاء أو أعضاء معينة في الجسد، وبدأت هذه الأعراض الجسدية تظهر، وهي ليست بسبب مرض عضوي. ولا أريدك أبدًا أن تعتبر حالتك مرضًا نفسيًا، هي مجرد ظاهرة نفسية وليست أكثر من ذلك.

من أهم العلاجات هو: ألَّا تُكثر من التردد على الأطباء.

وثانيًا: أن تصرّ إصرارًا شديدًا على أن تخرج من المنزل، وأن تقود السيارة، وأن تركب المواصلات. هذا نسميه بالتعرُّض أو التعريض. التعرُّض لمصادر الخوف -حتى وإن لم تكن مخيفة-، مع منع الاستجابة -أي لا ينسحب الإنسان من الموقف-، يُعتبر علاجًا رئيسيًّا وأساسيًّا.

أضف إلى ذلك: تمارين الاسترخاء بجميع أنواعها - تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها - هذه نعتبرها مفيدة جدًّا؛ لأن استرخاء النفس ينتج عنه استرخاء عضلي. فأرجو أن تُدرِّب نفسك على هذه التمارين، وذلك من خلال الاطلاع على أحد برامج الاسترخاء الموجودة على اليوتيوب، وإن شاء الله تعالى سوف تكون ذات فائدة لك.

بصفة عامة أيضًا: التفاعلات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي الإيجابي، والحرص على الواجبات الاجتماعية نعتبرها من الأسس الرئيسية لعلاج مثل حالتك هذه.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا تتخلَّف عن أي واجب اجتماعي: زيارة الأقارب وصلة الأرحام، المشاركة في الأفراح، تلبية دعوات الزواج، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، الخروج مع الأصدقاء... وهكذا. هذه كلها ذات فائدة علاجية كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

الرياضة -خاصة رياضة المشي- ستكون ذات أثر إيجابي كبير عليك.

بالنسبة للعمل: أسأل الله تعالى أن يرزقك العمل المناسب، وأنت مُؤهَّل، ولا تتوقف أبدًا عن البحث عن العمل، ولا تيأس أبدًا.

أخي الكريم: حتى أطمئنُّ تمامًا على ذهاب هذه الأعراض أريد أن أصف لك أحد الأدوية البسيطة جدًّا المضادة لقلق المخاوف والتوترات، الدواء يُعرف باسم (اسيتالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، ويُسمّى (سيبرالكس)، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، وأخرى تحتوي على عشرين مليجرامًا، أنت تحتاج فقط للحبة التي تحتوي على العشرة مليجرام، تبدأ في تناولها بجرعة نصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميًّا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء يتميز بأنه ممتاز جدًّا لعلاج القلق والمخاوف، وكذلك الحالات (النفسوجسدية)، خاصة إذا طبقت الإرشادات التي ذكرتها لك. السيبرالكس يتميز أنه من الأدوية النقية والسليمة جدًّا، وليس له آثار جانبية أو أضرار، فقط ربما يزيد الشهية قليلاً نحو الطعام.

كما أنه بالنسبة للمتزوجين عند الجماع ربما يُؤخّر الإنزال المنوي، لكنّه لا يخِلُّ أبدًا بالصحة الذكوريّة أو صحة الإنجاب عند الرجل أو عند المرأة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net