شاب أحبط نفسياً لفسخ خطوبته بمن يريدها

2006-04-25 10:22:34 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحالة التي فيها أنا الآن تقارب ثلاث سنوات، ولقد نقص وزني بصفة ملحوظة وقلت شهيتي.

أدخل في الموضوع مباشرة، أنا تقدمت لخطبة فتاة ذات خلق والتزام، لكن كانت معارضة من أهلي، وهذا لعدم التوافق الاجتماعي، لكن بقيت مصراً على رأيي، ووافقوا مجبرين.

بعد مدة قرابة عام من الخطبة، وبعد عقد القران، بدأ أهلي يسببون المشاكل، فلم يزوروهم في المناسبات، ويتكلمون عن الفتاة كلاماً لا يقبله العقل، صبر أهلها من أجلي، وأنا بدأت في صراع نفسي رهيب، كيف أوفق بين أهلي وأهل زوجتي، لأني لا أريد أن أخسر أحد الطرفين.

حاولت بكل جهدي لكن قدر الله وحصل فسخ العقد، والسبب أن أهلي يرفضون الفتاة وأهلها، فلم أحتمل هذا الموقف وأصبحت لا أستطيع الأكل ولا النوم، لكن رغم هذا قلت في نفسي إنني يجب علي أن أتزوج لعل الزواج يخفف عني آلامي، ويعوضني الفراغ العاطفي الرهيب الذي أعاني منه جراء نزع خطيبتي مني، وكان ذلك بعد ثلاثة أشهر من الانفصال.

تقدمت لخطبة فتاة أخرى، وعقدت القران عليها، لكن بعد مدة اكتشفت أنها لا تناسبني، وأخلاقها جداً منحطة وغير ملتزمة، فلم أحتمل وفسخت الخطوبة، وهذا قرابة الشهر من هذا اليوم.

أنا أطلب استشارة كيف أرجع إلى حالتي المعتادة، وأسترجع صحتي وعافيتي، وحتى التركيز في عملي؟ والبحث عن زوجة وأنا هادئ نفسياً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيراً عما أخذ منك، وأن يخلف عليك بخير الدنيا والآخرة، وأن يرزقك زوجةً صالحة مباركة، وأن يرد عليك عافيتك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أُحب أن أذكرك به بدايةً أن هذه الأخت التي طلقتها نزولاً عند رغبة والديك لو كان لك فيها نصيب لما حدث هذا، ولو كان لك فيها نصيب في علم الله فتأكد من أنها ستكون لك، وكذلك الأخت الثانية لأنها ليست من نصيبك الذي قدره الله لك، فلم تتوافق معك ورأيت منها ما لا يعجبك، وثق وتأكد من أن هناك امرأة أخرى هي قطعاً نصيبك الذي قدره الله لك.

اعلم أخي جمال، أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتب الله عليك .. إلى أن قال: واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي أكرمنا الله وإياك بها، وهذه عقيدة تُريح الإنسان تماماً وتُشعره بالأمن والأمان، والرضا والاستقرار، إذا فهمناها فهماً صحيحاً.

لو كان لك أخي جمال نصيب في الأولى أو الثانية لاستحال على أهل السماوات والأرض أن يمنعوا ذلك، لذلك أود أن تحاول وتجتهد في إخراج نفسك من هذه الحالة، وأن ترسل رسائل إيجابية إلى نفسك من أنه لو كان لك نصيب لما حدث أي خلاف بين الأسرتين ولما حدث الفراق، ولكن هي ليست لك فلم يحدث الوفاق، وهذا شأنه شأن أشياء كثيرة في حياتنا اليومية، في الأكل والشرب والبيع والشراء، والكلام والسلام، وكل شيء.
فلو تأملت لوجدت هذا كله بيناً واضحاً في حياتنا ولكننا لا ندري، فلا يتحرك متحرك إلا بأمره جل وعلا، ولا يسكن ساكن إلا بأمره: (قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [آل عمران:154].

من هنا لا بد أن تخرج نفسك من دوامة التباكي على الماضي والتفكير القاتل، وأن تحاول الأخذ بالأسباب، وأن تجدّ في البحث عن زوجةٍ أخرى بها المواصفات التي تريد، وثق وتأكد من أن الله لا يضيع أهله، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وما يدريك! فربما ترزق بفتاة أفضل بكثير من فتاتك الأولى، ويجعل الله فيها خير عوض عما فقدته، المهم ألا تستسلم لهذا الحزن المدمر، ولا تصحب معك هذه الذكريات الأليمة، وتصرف كما لو كان لم يحدث شيء من قبل.

وأحسن الظن بالله، وأكثر من الدعاء والإلحاح عليه، واعلم أنه يجب أن يُسأل وأنه يجيب دعوة الداع إذا دعاه، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فأكثر منه على قدر استطاعتك ولا تمل ولا تيأس، ولا تستعجل، وحاول تغيير نمط حياتك، وحاول استغلال أوقات فراغك فيما يصلك بالله من حفظ قرآن أو طلب علم، أو ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية، المهم أخرج نفسك من نفسك وأنت الوحيد القادر على ذلك، وأنا واثق من قدرتك على ذلك، فلا تتهم نفسك ولا تتخاذل، وسترى فرجاً قريباً إن شاء الله.

والله الموفق.

www.islamweb.net