ما الجرعة الصحيحة لكي أشفى تماماً من الوسواس والرهاب؟

2023-06-08 05:41:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع.

أتعالج منذ 5 سنوات، عندي رهاب اجتماعي، وخوف وقلق وتوتر، وتلعثم في الكلام، ووسواس قهري، وأفكار كثيرة، تدور في دماغي.

أخذت (باروكستين) لمدة سنة، ثم (بروزاك) ثم (لوسترال وفافرين)، وبعد ذلك رجعت إلى (الباوكستين)، والحمد لله، بعد شهر تحسنت.

كنت غير منضبط على الجرعة الصحيحة، كنت آخذ 40، وبعد أيام آخذ 30، حيث كانت جرعة 40 تسبب لي النوم، والآن منضبط على أربعين، فهل هي الجرعة الصحيحة؟

كذلك أتكلم مع نفسي، وأتخيل أناساً أتكلم معهم، هل هذا من الوسوس؟ الآن تحسنت، والحمد لله.

ما رأيكم في هذا الكلام؟ وما هي الجرعة الصحيحة، لكي أشفى تماماً من الوسواس والرهاب؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأنت لك استشارات أخرى سابقة.

العلاج من الوسواس القهري والقلق والمخاوف يتطلب ألَّا يكون العلاج دوائيًا فقط، الأدوية لها فعاليتها، وهي تساعد كثيرًا، لكن تغيير نمط الحياة وتحقير الوساوس والمخاوف وعدم الأخذ بها، وأن يكون الإنسان فعّالاً في حياته، يُحسن إدارة وقته، وأن تكون هنالك أهداف وغايات يسعى الإنسان لأجلها، وأن يحرص الإنسان على الواجبات الاجتماعية.

لا تتخلف أبدًا -أيها الفاضل الكريم- عن أي واجب اجتماعي، مشاركة الناس من خلال تلبية دعوات الأفراح، وتقديم واجبات العزاء في حالة الوفيات، بل المشي في الجنائز -أخي الكريم- فيه أجر عظيم، وجبر للخواطر كبير، وكذلك زيارة المرضى، صلة الرحم، والترفيه عن النفس مع الأصدقاء.

كذلك ممارسة رياضة جماعية -إن كان هذا ممكناً-، هذه كلها علاجات تؤدي إلى تأهيل النفس وتطويرها، والإنسان الذي يكون نشيطًا ويكون نمط حياته فعّالاً يكون قد حوّل طاقة القلق والخوف من طاقة سلبية إلى طاقة إيجابية، فاحرص -أخي الكريم- على هذه الأسس العلاجية.

بالنسبة للباروكستين: هو علاج ممتاز، دواء فعّال، قوي جدًّا، لكن أنصح وبشدة -بل أحذّر- بأن يكون هناك انضباط تام فيما يتعلق بالالتزام بالجرعة.

هذا الدواء لا يتحمّل أبدًا الغلط أو عدم الانتظام في العلاج، والجرعة يجب أن تكون يوميًا، وهي أربعون مليجرامًا، لمدة أربعة أشهر مثلاً، ثم تنتقل بعد ذلك لجرعة ثلاثين مليجرامًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك ستكون جرعة عشرين مليجرامًا يوميًا كجرعة وقائية كافية جدًّا، يمكن أن تستمر عليها مثلاً لمدة ستة أشهر، وتُجاهد نفسك في التطبيق السلوكي والاجتماعي كما ذكرنا لك سلفًا، وهذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى الشفاء والتأهيل التام والاندماج في الحياة بصورة إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net