زوجتي أرهقتني بسوء خلقها وقلة احترامها

2025-12-21 02:29:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي أرهقتني بسوء خُلُقها معي وقلة احترامها لي؛ فعلى سبيل المثال: أعود من صلاة الجمعة فأجدها قد أغلقت الباب من الداخل ومنعتني من الدخول.

اضطررت إلى ترك المنزل تجنّبًا للمشاكل، لكنها جاءت إلى مقر عملي تطلب مبلغًا كبيرًا من المال، وهددتني إن لم أعطها ما تريد ستُبلّغ عني الشرطة بأنني سرقتها، وعندما رفضتُ إعطاءها المال استدعت الشرطة إلى مقر عملي وقامت بتحرير محضر ضدي.

تواصلتُ مع خالها، وهو وليّ أمرها، لكنه لم يستطع ردعها، مع العلم أنني أنفق عليها وأؤدي حقها في العلاقة الزوجية رغم كراهيتي لها، ولنا ثلاثة أبناء، أحدهم مراهق يكرهها بشدة؛ لأنها استدعت له الشرطة أيضًا في مشكلة سابقة.

فما الحل مع هذه المرأة الجاحدة؟ وما رأيكم في الطلاق؟

إنني أبحث عن زوجة ثانية، لكنني لم أوفَّق إلى الآن.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك، ويصرف عنك شر كل ذي شر.

أولًا: لا شك أن ما تمر به أمر متعب، ومن حقك أن تشعر بالحزن والإرهاق، فالضيق النفسي لا يعني ضعفًا ولا تقصيرًا، بل هو حال يمر به كثير من الناس حين تتراكم الضغوط، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: 6].

ثانيًا: النظر إلى أي مشكلة يجب أن يكون بهدوء، وأن توضع السلبيات والإيجابيات في كفة واحدة، فإن اختيار أهون الشرين يُعد نجاحًا، ثم إن الخلافات الزوجية أحيانًا لا تكون صراعًا بين خير وشر، بل بين نفوس مجروحة ومتعبة، وقد تصدر تصرفات مؤذية بسبب خوف أو غضب أو اضطراب داخلي، معرفة ذلك قد يجنبك كثيرًا من المشاكل، وبالطبع هذا لا يبرر الأذى، لكنه يدعونا إلى التعامل بحكمة وهدوء.

ثالثًا: ما الذي يمكن فعله الآن؟
قبل أي قرار كبير: حاول أن تحمي نفسك بهدوء دون صدام، واجعل التواصل مختصرًا وواضحًا، وابتعد عن الجدال والانفعال، واطلب تدخل شخص حكيم هدفه الإصلاح لا التأجيج، وقد قال الله تعالى: ﴿فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء:35].

رابعًا: الطلاق ليس هدفًا، وليس فشلًا، لكنه أيضًا ليس أول حل، هو باب مباح إذا استحكم الضرر وتعذر الإصلاح، ويكون حينها مخرجًا رحيمًا إذا تم بهدوء وإحسان، وقد قال الله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة:229].

فإن أدخلت أهلها وتعذر الإصلاح، واستشرت أهل العلم والفضل، ونصحوك بعد استنفاد كل الوسائل بالطلاق، فقد يكون هذا أهون الشرين.

خامسًا: بالنسبة للأولاد؛ يجب أن يكون وجودك الهادئ المتزن محيطًا بهم؛ لأن هذا هو أمان لهم، فحاول أن:
- تبعدهم عن تفاصيل الخلاف.
- تطمئنهم أنك تحبهم وأنهم غير مسؤولين عما يحدث.
- تحافظ على الاحترام أمامهم قدر المستطاع.

سادسًا: الاكتئاب يحتاج رفقًا وصبرًا، لا قرارات متعجلة، فإن استطعت:
- تحدث مع شخص تثق بعقله وقلبه.
- لا تتردد في مراجعة مختص نفسي.
- امنح نفسك وقتًا للهدوء قبل الحسم.

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، والله الموفق.

www.islamweb.net