هل أوافق على من تقدم لي حالياً أم أنتظر الشاب الأول؟

2025-12-28 23:59:31 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة تقدّم لخطبتي العام الماضي شاب أعرف عن عائلته حسن الخلق، لكنني لا أعرفه شخصيًا، وهو يملك مشروعًا خاصًا به، وقد شاهدت بعض الفيديوهات عنه، كما أن زبائنه يمدحونه كثيرًا، ويصفونه بصفات حسنة.

لم توافق عائلتي آنذاك بسبب ظروف دراستي التي لم تكن واضحة، وقال أهله إنهم بإذن الله سيأتون لطلبي بعد سنتين، وكنت أتمنى ذلك.

الآن تقدّم لخطبتي قريب لنا، وبعد تفكير طويل قبلت التعرف عليه، هو شخص عقلاني، ولديه صفات إيجابية، ويريد هو وعائلته كثيرًا أن نتزوج، لكن من جهة، أشعر أنه لا يريد أن يُظهر أياً من سلبياته لضمان الزواج، ومن جهة أخرى لا أستطيع التوقف عن التفكير في إمكانية قدوم الرجل الأول مرة أخرى.

عقلي مشتّت جدًا، فأنا أصلي الاستخارة، وأدعو كثيرًا، لكنني والله لا أدري ماذا أفعل!

أشعر بشعور جميل، وأنا أتعرف على هذا الشاب، لكن في الوقت نفسه أشعر بثِقَل على صدري، وأخجل من قول هذا، لكنني لا أستطيع أن أشعر بالفخر إذا كان زوجي.

وفي الوقت نفسه أذكّر نفسي بأنه قد يكون هو المناسب لي، ومن الممكن أن لا يعود الشاب الأول، لكنني كثيرًا ما أرغب في إكمال الطريق مع الشاب الأول، رغم أنني لم أتعرف عليه شخصيًا.

أما المتقدّم الثاني، فهو يمدح نفسه ويُظهر الجانب الإيجابي فقط، ولا أعرف كيف أتعرف على الجانب السلبي، ولا أريد أن أظلمه بالتفكير في الرجل الآخر، ومع ذلك أشعر بالكثير من تأنيب الضمير، وأتوقع أن التشوش في عقلي واضح من خلال هذه الرسالة.

أرجو الرد، وشكرًا لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُقدِّر لكِ الخير، وأن يصلح الأحوال.

هذا القريب الذي تقدّم، وهو عاقل، ولديه صفات إيجابية، ويرغب في تكوين عائلة، ويبدو أنه جاهز، وجاء في الوقت المناسب، فيه إيجابيات، وليس هناك شخص ليس عنده سلبيات، رجالًا ونساءً، فنحن بشر والنقص يطاردنا، لذلك إذا كانت الإيجابيات أساسية -وأولها طبعًا الدِّين- فلا ننصح بالتردد في شأنه، بل ينبغي أن تبادري بالقبول به.

عليكِ أيضًا أن تستخيري، فالاستخارة هي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وعليكِ أن تستشيري، خاصة محارمك، فالرجال أعرف بالرجال، ولن تندم من تستخير وتستشير.

أمَّا الرجل الذي طرق الباب وذهب على أن يأتي بعد سنتين، وخلال هذه الفترة لم يحصل تواصل، فأرجو ألّا تقفي طويلًا عند أمره، خاصة إذا لم يكن هناك تواصل بين العائلتين؛ لأن الأسرة حتى التي تريد بعد سنتين ونحو ذلك تُبقي شعرة التواصل بين الوالدة والوالدة، بين أخوات الشاب وأخوات الفتاة، والفتاة نفسها مع أخواته؛ لأن هذا يُشعر أن الرغبة مستمرة.

لذلك لا تفرّطي في هذا الذي جاء لدارك من الباب، وهم من الأقرباء، يعني جاء عن معرفة واختيار، وأنتِ أيضًا جلستِ معه، ووجدتِ عنده إيجابيات.

ولا ندري لماذا أنتِ حريصة على إظهار السلبيات، الذي نريد أن نقوله هو أننا –رجالًا ونساءً– لا نخلو من السلبيات، فلن تجد الفتاة شابًا بلا نقائص، ولا الشاب فتاة بلا عيوب.
من الذي ما ساء قط؟ *** ومن له الحسنى فقط؟

لذلك الشرع يشترط الدين: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّين»، ويقول للفتاة ولأوليائها: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوّجُوه»، فإذا توفر الشرط الأساس، فإن كل عيب، وكل نقص، فإن الدين يصلحه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدِّر لكِ الخير ثم يرضيكِ به.

نحن نميل للقبول بهذا القريب، وهو جاد وحريص عليك، وندعوكِ إلى مشاورة أهلكِ، فالرجال أعرف بالرجال، كما أنه من السهل التعرف عليه عن كثب، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net