الحيرة بين اثنين من الخطاب

2007-01-22 13:27:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، وعلى مستوى جيدٍ من العلم والجمال، ووالداي صاحبا أخلاق جيدة وحسنة، وربياني على ذلك، والكل يشهد بذلك والحمد لله.

ومشكلتي هي أن هناك اثنين من أقربائي تقدموا لخطبتي، وأنا في حيرة شديدة من أمري، حيث أن الاثنين يتمتعان بأخلاق جيدة ودين قويم - أدعو الله أن يثبتهم على ذلك - ولقد صليت الاستخارة كثيراً، وما زلت لا أعلم من أختار؟! حيث أني لا أميل لواحد دون الآخر، فأرى الاثنين مثل بعضهما، وأصبحت أقول: ليتهم لم يخطبوني، لأني لا أحب أن أرى نفسي في حيرة أمام شابين كل واحد منهم أفضل من الآخر، وكنت أتمنى أن يخطبني واحد منهم حتى أختاره وأنا مطمئنة وبعيدة عن الحيرة. لا أعلم ماذا أفعل؟

ففي بعض الأحيان أفكر في أن أرفض الاثنين معاً لأن الاختيار والمفاضلة بينهما صعب جداً، ولكن أعلم بأني إن رفضتهم فلن أجد أفضل منهم. فماذا أفعل؟

أرجوكم ساعدوني، فإيماني بالله قوي، وأعلم بأني لن آخذ في الدنيا أكثر من نصيبي.
أنا حائرة فلا أعلم أيهما أختار، حيث أن كليهما يطلبون مني الجواب الآن.
وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا مانع من تكرار الاستخارة، ومشاورة من حضرك من أهل الخبرة والدراية من محارمك والصالحات، وتوجهي إلى من بيده التوفيق والهداية.
ويمكنك أن تختاري الذي خرج من أسرة مستقرة، وبيئة مليئة بالدين والآداب، وسوف تنتفعي بالنظر في أحوال أصدقاء كل منهما، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فالإنسان إذا رضي بما قدره الله كان أسعد الناس.
وأرجو أن تشغلي نفسك بالطاعة لله والدعاء، والتوجه إلى من بيده الخير ومن يستجيب من دعاه.
ولا شك أن السؤال هنا: ما أساس التفريق بينهما والتفاضل؟ والجواب هو ما وضعه النبي صلى الله عليه وسلم من مقياس، وهو: الدين والخلق، لابد من اجتماعهما، وينبغي أن تقفي طويلاً عند هذا الشرط لأهميته.
ثم تأتي المسائل الأخرى كالمادة والوضع الاجتماعي والجمال والنسب وغيرها من المسائل التي تطلبها المرأة كما يطلبها الرجل، وهي ثانوية بالنسبة للدين والخلق، لكنها ضرورية في ترجيح الكفة عند التساوي.
أعتقد أنك بهذه المحاور سترجحين كفة من يمتلكها على غيره.. والله يوفقك إلى الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وبما فيه صلاح دينك ودنياك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي أن الله يتولى أهلها وييسر أمورهم، قال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4]، وهو سبحانه يتولى الصالحين، ونحن نتمنى أن تحسنوا الاعتذار لأحدهما.
ولا شك أن النساء كثيرات، وأرجو أن يتقبل الشباب الوضع، وأن يعلموا أن كل شيء بقضاء وقدر.
وأرجو أن تبقي صلات الرحم والقربى وأخوة الإسلام مع الجميع.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net