توجيه الآباء إلى ضرورة الإسراع في تزويج أبنائهم
2007-08-12 13:04:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالبٌ في كلية الطب وبقي على تخرجي 3 سنوات وأرغب في الزواج، ولقد تحدثت إلى والدي فرفض الفكرة بتاتاً بحجة أني لا أستطيع فتح بيت، وبعد محاولاتٍ كثيرة وافق والديّ ولكن على الخطوبة فقط، وبعد التخرج يتم الزواج.
وأنا أرى أن أمي وأبي لم يكونا مخطئين في كلامهم، فالزواج يتطلب القدرة المالية والاجتماعية أيضاً، ولكن لو أني قمت بالخطوبة هذه السنة فستكون مدة الخطوبة من 3 إلى 4 سنوات؛ أفلا يكون ذلك مضراً وسيئاً أم أن هناك احتمالاً للنجاح سواءٌ كان ذلك النجاح في الزواج وفي الدراسة أيضاً لكلا الطرفين؟
مع العلم بأن الفتاة التي أريد الارتباط بها طالبة أيضاً، وهي تصغرني بسنتين وتدرس في كلية الطب، وأنا أرغب في الزواج منها لأخلاقها الطيبة، ولا أخفي أني أخاف من أن يسبقني أحدٌ إلى خطبتها؛ فهل أصبر حتى التخرج أم أُقدم على الخطبة، أم أصر على والدي بمسألة الزواج؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نديم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فنحن نتمنى أن يوافق الوالدان على الزواج وليس على مجرد الخطبة؛ فإن الخطبة ما هي إلا وعدٌ بالنكاح، ولا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وليس في طول فترة الخطبة خير، وإن كان ولا بد فلا مناص من رعاية الضوابط الشرعية والعادات المرعية الموافقة لهَدْي خير البرية.
وكم تمنينا أن يدرك الآباء والأمهات أن في الزواج حفظٌ للشباب وضمان لاستقرارهم ونجاحهم بعد توفيق الله، بل إننا لنتمنى أن يدرك الآباء والأمهات أهمية الكلام الذي قاله الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه حيث ذكر أهمية أن ييسر الرجل زواج بناته وأن يُعين أولاده الذكور على الزواج؛ ثم قال: (لأن حاجتهم إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب)، وقد قال رحمه الله: (فإن فاقد الطعام يموت ولكن فاقد العفاف يعرض نفسه للنار وغضب العظيم الجبار)، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا عَلَّم الرجل ولده الكتاب، وحَجَّ به بيت الله الحرام، وزوَّجه فقد خرج من حقه).
ولا يخفى على العقلاء والفضلاء أن مسألة تأخير الزواج بدعةٌ دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية؛ حيث لم نعرف هذا الشر إلا بعد فترة المستعمر البغيض، وإذا كان القوم كفاراً - وليس بعد الكفر ذنب - فما هو عذرنا نحن إذا عرَّضنا شبابنا للفتن، علماً بأن الأشقياء فتحوا الأبواب إلى الحرام، ونحن أهل الإسلام لا نملك إلا أن نسلك سبيل العفاف والحشمة والاحترام لأننا نراقب من لا يغفل ولا ينام.
ورحم الله الإمام الشافعي الذي شاهد جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، ورضي الله عن صفية بنت حيي التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان الرجل الثالث الذي تزوجها ومات عنها وعمرها سبعة عشر عاماً، وقد دخل بعائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع ومات عنها وهي بنت ثمانية عشر عاماً.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، مع ضرورة التعامل مع الأمر بحكمة وحنكة، وأرجو أن توسع دائرة الشورى بعد أن تستخير من بيده الأخرى والأولى، ولن يخيب من يستشير ولن يندم من يستخير العلي القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.