تواصل الزوجة مع أهلها دون علم زوجها
2023-03-27 02:50:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي يُسيء معاملتي، وهو فظ غليظ القلب سيء الطباع قاطع لرحمه، ويحرمني من زيارة أهلي أو السؤال عنهم حتى في المناسبات، ولا يستطيع معاشرتي وينعتني بأبشع الألفاظ، ويقذف المحصنات، ويسب الأموات، ويلعنهم ويدعو عليهم.
المودة والرحمة لا تعرف طريقاً إلى قلبه، حتى أولاده الثلاثة يكرهونه ويتمنون موته، وهو يعلم أني أبغضه ولكنه يرفض أن يطلقني، ونعيش سوياً في خصام دائم، ولا يحدثني إلا لإهانتي، وأعيش معه من أجل أولادي فقط.
أقوم بزيارة إخواني وأخواتي كل فترة طويلة أو في بعض المناسبات، وأتصل عليهم بالهاتف دون علمه، وقد تحدثت معه كثيراً بالحسنى في هذا الأمر دون جدوى، فهل ما أفعله حرام؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كم كنت أتمنى أن أعرف هل هذه هي أخلاقه منذ أن ارتبطت به، أم أن هذا السوء جديدٌ؟ وكنت أتمنى أن أسمع عنه شيئاً إيجابياً؛ لأنه لا يوجد إنسان يخلو من الإيجابيات، ولست أدري كيف كانت سيرته قبل مجيء الأولاد؟ وما هي أسباب شدته على أولاده؟ وهل أنتم متفقون على عناده؟ وهل أنت تأمرين أولادك ببره والإحسان إليه؟ وهل يشعر أولاده أنه يريد بنصحه لهم الخير، ولو في بعض الأحيان؟
هل تربطك به قرابة رحم؟ وهل سبقت علاقتك الرسمية معه علاقة عاطفية خارج الأطر الشرعية؟ وما هي أسباب رفضه التواصل مع أهلك؟ وهل في أهلك من يخاصمه؟ وهل يتضرر من زيارتك لأهلك؟
ذلك لأن بعض الأهل يحرضون بناتهم على أزواجهم، وعندما يشعر الزوج بتغير أخلاق زوجته بعد عودتها من أهلها يفضل حرمانها من الذهاب إليهم، أو من كثرة الزيارات، والصواب أن يكون معها عند الزيارة، وأن تكون الزيارة خفيفة، ولا مانع من أن يحرص على أن يزورك أهلك في حضوره، حتى لا تفتح أبواب الشكوك ووساوس الشيطان، وهذا هو المفهوم من توجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم المعصوم في قوله: (وأن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه)، وهذا يقصد به محارم الزوجة، وأما غيرهم فالشرع لا يبيح دخولهم، سواء أحب ذلك الزوج أو كرهه.
في الحقيقة لم أقصد أن أحرج عليك بتلك الأسئلة، ولكني أحببت أن أفتح لك نوافذ وأفكاراً، توصل إلى تناول المشكلة بكافة أبعادها، كما أنني قصدت أن تكتبي لنا مرة أخرى بشيء من الوضوح، خاصة فيما يخص الأسئلة التي طرحت عليك.
نحن بلا شك لا نوافق على إساءة الأزواج، ونؤكد أن تقصير الأزواج وقسوتهم أشد خطراً وأكبر ضرراً من تقصير الزوجات، فإن المرأة ضعيفة وأسيرة، ولذلك كرر النبي صلى الله عليه وسلم، الوصية بها مراراً، حتى كانت من آخر وصاياه.
هذه وصيتي لك ولأولادك بتقوى الله ثم بالصبر، فإن العاقبة للصابرين، مع ضرورة كثرة الدعاء له ولأنفسكم، واعلموا أن البيوت تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.
نسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأرجو أن نسمع عنكم كل خير، وبالله التوفيق والسداد.