حكم إجراء عملية غسيل الرحم بواسطة طبيب ذكر

2008-05-14 09:35:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

قبل شهرين تعرضت لنزيف حاد أدى إلى موت الجنين في رحمي، واحتجت إلى عملية غسيل للرحم؛ حيث كنت أعاني من ألم شديد، دخلت المستشفى مساء الخميس وأجريت العملية الجمعة.

المشكلة أن الذي أجرى لي العملية هو طبيب وليس طبيبة بسبب العطلة، فلم يكن هناك غيره، ومن حينها وأنا أعاني من تأنيب الضمير لسببين:
الأول: كيف سمحت لرجل أن يراني.

والثانية أن زوجي لا يعلم إن كان طبيباً وليس طبيبة، رفضت في البداية ولكن في مرحلة لم أستطع تحمل الألم، فهل هذا عذر؟ وهل يجب علي إخبار زوجي أم أبقى صامته؛ لأني لا أعرف ماذا ستكون ردة فعله؟

شكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يعوضك خيراً، وأن يرزقك الستر والحياء، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين.

بخصوص ما ورد برسالتك: فأعتقد أنك تعرفين الحكم الشرعي في مسألة معالجة الرجل للمرأة، والدليل على ذلك أنك متحرجة مما حدث، فالأصل فيه أن المرأة المسلمة لا تكشف عن نفسها إلا لطبيبة مسلمة، فإذا انعدمت الطبيبة المسلمة يُبحث لها عن طبيبة كتابية – أي نصرانية أو مسيحية – فإذا انعدمت فلا مانع من طبيبة غير كتابية، فإذا انعدم هؤلاء ولم يوجدوا فمن الممكن أن يكون هناك طبيب مسلم ثقة، هذا هو الترتيب في الكشف في علاقة الرجل بالمرأة، وهذا محل إجماع بين المسلمين بأنه لا بد من البحث عن طبيبة أولاً مسلمة ثم غير مسلمة، ثم يأتي الطبيب المسلم؛ ونظراً لأن الأمر يتعلق بالعورة المغلظة فإن الأمر يكون أشد.

ولكن بما أنك - بارك الله فيك – لم يكن لك خيار، وكان وضعك الصحي صعباً، ولا يمكن للحالة أن تتحمل أكثر مما كانت عليه، والآلام كانت بالنسبة لك شديدة ولم تعط فرصة للبحث عن طبيبة - لأن الطبيبة كانت في إجازة، ولم يوجد إلا الطبيب المناوب الذي كان موجوداً بقدر الله تعالى – فأرى أنه ليس لك في ذلك من دخل، وأرى أن الأمور صارت بقدر الله تبارك وتعالى، وأن الله تبارك وتعالى شاء أن يتم ذلك فكان، وأرى أنه لا يلزم أن تخبري زوجك بذلك حتى لا تنغصي عليه ثقته بك أو أن تفسدي عليه مزاجه؛ لأن أي رجل فعلاً يحب أهله ويغار عليهم، ويكره أن تتكشف المرأة على رجل حتى ولو ماتت، خاصة فيما يتعلق بالعورة المغلظة.

فأرى - إن شاء الله تعالى – ليس عليك شيء وأنت معذورة فيما فعلت، ولا تخبري بذلك أحداً - لا رجالا ولا نساء – لأنك قد تتكلمين الآن مع صديقة أو مع زميلة أو مع أختٍ من أخواتك ثم يأتي في لحظة يحدث هناك إدارة الحوار مرة أخرى فقد يفاجأ زوجك بأن الطبيب الذي عالجك كان رجلاً وأنت لم تخبريه، فقد تحدث مشكلة، ورغم أنها قد ماتت وانتهت؛ ولذلك لا تخبري بذلك أحداً مطلقاً، حتى لا يأتي الكلام – كما ذكرت – ولو بالخطأ فتحدث هناك مشكلة أنت في غنىً عنها.

وأنت معذورة عند الله تعالى حسب ما ورد في كلامك – وليس عليك من حرج - بإذن الله تعالى – ولا لوم ولا عتب - إن شاء الله – وكما ذكرتُ أنت تراعين حساسية موقف زوجك، فأرجو ألا تخبري أحداً مطلقاً - لا هو ولا غيره – وما دام قد ستر الله ومرت الأمور فاجعليها على ما هي عليه ولا تتعرضي للموضوع - لا بإيجاب ولا بنقض - وإنما اتركي الأمر يموت - وإن شاء الله تعالى - وأسأل الله أن يرزقك ذرية صالحة تستقر - إن شاء الله تعالى – وتكون طيبة مباركة، ويسترك الله - عز وجل - في الدنيا والآخرة، ويغفر الله لك، وزادك الله حياءً وخشية منه سبحانه وتعالى، وحفاظاً على حق زوجك.

ونسأل الله أن يسترك بستره الذي لا ينكشف، إنه جواد كريم.

والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net