فتاة تحادثت عبر الشات مع أخرى تمارس السحاق
2009-02-23 10:32:53 | إسلام ويب
السؤال:
كنت أزور موقعاً للشات في يوم من الأيام، فتحدثت مع فتاة شاذة، ولكن سرعان ما تحول الحديث إلى كلام في الجنس من جهتها، فوجدت نفسي أتخيل ما تصفه لي وأستمني، رغم أني لم يسبق أن استهوتني هذه الفاحشة القبيحة، بل كنت دائماً أنصح زميلة لي وقعت في السحاق، وأحاول ردها عما لا يرضي الله، ولا أعلم كيف أوقعني الشيطان في هذا، وندمي شديد على هذه الفعلة أفقدني ثقتي في نفسي، لدرجة أني أريد فسخ خطبتي لأني أستحيي من مصارحة خطيبي، فهل ما فعلته سحاقاً؟!
علماً بأني لم أر هذه الفتاة ولم أسمع صوتها أبداً، فقد كان شاتاً كتابياً لمرة واحدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا ننصحك بفسخ الخطوبة ولا نوافق على إخبار خطيبك بما حصل، واحمدي الله عز وجل الذي نبهك لخطورة وسوء ذلك العمل، فتعوذي بالله من الشيطان واعلمي أن الله يتوب على الإنسان؛ لأنه كريم منان، بل إن التوبة تمحو ما قبلها، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وربنا الكريم يفرح بتوبة من يتوب إليه، فاطردي عن نفسك المشاعر السلبية، وأقبلي على حياتك الجديدة واسألي الله العافية.
وأرجو أن يعلم كل شاب وفتاة أن فتح الملفات القديمة وذكر التجارب والأخطاء لا يخدم استقرار الأسرة، ولكنه يفتح الأبواب للشيطان، ولذلك فإن المصارحة بالمعنى المذكور مرفوضة، وعلى كل خطيب أن يقبل خطيبته كما هي، وليس من حقه التحقيق معها، كما أنه لا يجوز لها أن تقول: هل عرفت فتاة قبلي وهل وهل؟ وتخطئ هي إذا أجابته، بل ينبغي أن يُشعر كل طرف شريكه أنه الأول والوحيد والأفضل، وأنه نعمة من الله وأنه الأجمل، والشريعة تسامح على المبالغة في كل ذلك، حفظاً للبيوت وصيانة للقلوب من التقلب، بالإضافة إلى تفويت الفرصة على عدونا الشيطان.
ولا شك أن ما حصل لا علاقة له بالسحاق الذي لا يمكن أن يحصل إلا بوجود طرفين، ولكن الممارسة مرفوضة وهي أخف بكثير من السحاق، وقد أعجبتني إرادتك القوية التي دفعتك لترك ذلك العمل بعد مرة واحدة وممارسة عابرة.
وأنت ولله الحمد على خير فلا تستجيبي لوساوس الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر، فإذا وقع الإنسان في الخطأ وفكر في التوبة حرص الشيطان على أن يحول بينه وبين التوبة، ولكننا أُمرنا بمخالفته ومعاداته، وهذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا ويبكي إذا سجدنا، فحققي عداوته بطاعتك لله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتذكري أن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، نسال الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.