كيفية معالجة نوبات الهلع الشديد

2009-04-04 16:17:19 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من آلام متقطعة بالصدر، وثقل في النفس أحياناً، مع دقات قلب سريعة، ونوم مضطرب، وعندما تنتابني الحالة تكون مصحوبة بارتفاع ضغط دم، وهو يزيد من قلقي، وصف لي -طبيب أستاذ كبير في القلب والأوعية الدموية وله خبرة عالية- دواء يسمى بروزاك بعد الإفطار، وليلاً رميرون، شعرت بعد أسبوعين ولله الحمد بتحسن بطيء، ولكن لا بأس به، فهل أستمر على العلاج؟ وإلى متى؟ وهل البروزاك مفيد في حالتي؟

علماً بأن لي عاماً على تلك الحالة، وقد وصف لي الطبيب الزولام من قبل وتحسنت حالتي بقوة لفترة وعادت عندما توقفت عنه فوصف لي العلاج السابق.

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة التي تعاني منها تعرف بنوبات الهرع أو نوبة الهلع، وهي نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، والكثير من الذين يعانون من هذه الحالة يعتبرونها عضوية ويذهبون دائماً إلى أطباء القلب، بالرغم من أن الحالة نفسية مائة بالمائة.

ولا أقلل مطلقاً من شأن أستاذ القلب الكبير، فجزاه الله خيراً فقد اجتهد وأعطاك بعض الأدوية التي نعتبرها جيدة، ولكن أعتقد أن علاجك تحت تخصص الطب النفسي، فأنا أعرف أن البعض يتردد للذهاب إلى الأطباء النفسيين، ولكن أؤكد لك أنه لا توجد أي وصمة اجتماعية، بل على العكس تماماً سوف تستفيد فائدة كبيرة من الأطباء النفسيين لعلاج مثل هذه الحالات.

قبل أن أشرع في العلاج الدوائي أود منك أن تعرف أن حالتك هي مجرد قلق نفسي حاد يسمى بنوبات الهرع، وارتفاع ضغط الدم قد يكون من النوع العصبي، ولكن أقول لك من الضروري أيضاً أن تراقب ضغط الدم؛ لأن الدراسات تشير أن معظم الذين يصابون بضغط الدم العصبي هم في الأصل لديهم القابلية والاستعداد لارتفاع ضغط الدم الشرياني العضوي، وعلى العموم علاج ارتفاع الضغط هو بسيط إذا عالجه الإنسان واهتم به.

إذن أريد أن تفهم حالتك لأن هذا جزء كبير جدّاً من العلاج، وأنصحك أن لا تتردد كثيراً على الأطباء؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نوع من التوهم المرضي.

ثانياً: هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي تمارين فاعلة ومفيدة وجيدة لإزالة هذه التوترات العضلية التي سببت لك الآلام في الصدر وكذلك الصعوبة في التنفس.

يمكنك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء بمقابلة أحد الأخصائيين النفسيين، أو يمكن الحصول على بعض الأشرطة أو الكتيبات أو (CD) التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، سوف تجد فيها فائدة كبيرة.

ثالثاً: ممارسة الرياضة مثل رياضة المشي ووجد أيضاً أنها مفيدة جدّاً.

رابعاً: عليك بإدارة وقتك بصورة جيدة، وألا تشغل نفسك بهذه الأعراض، وحاول أن تتجاهلها بقدر المستطاع.

خامساً: بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك بأن البروزاك Prozac والريمارون Remeron هي أدوية جيدة، وإن كنتُ لا أحبذ إعطاء مضادين للاكتئاب في نفس الوقت، فحقيقة لا أريد أن أجعلك في حرج مع طبيبك، ولكن أقول لك أن الدواء الأمثل والأفضل لعلاج حالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وجرعته هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن الدواء.

وبجانب السبرالكس يوجد عقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol). لو وجدته – لأن بعض الأخوة يقولون أنه غير موجود في مصر والبعض الآخر يقول أنه موجود – فيمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

وإذا لم تجد الفلوناكسول سوف يكون البديل هو عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) وهو بديل مناسب جدّاً وهو متوفر في مصر وقليل التكلفة، وجرعته يمكن أن تتناول مع السبرالكس كحبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

وإذا وددت أن تنتقل إلى السبرالكس والموتيفال - أو السبرالكس والفلوناكسول - لابد أن تتوقف من البروزاك وكذلك الريمارون.

عليك أيضاً أن تحسن صحتك النومية بتجنب النوم النهاري، وذكرنا لك ممارسة الرياضة كأمر ضروري، وعليك أن تتجنب شرب الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على مادة الكافيين مثل البيبسي والكولا والشكولاتا - بعد الساعة السادسة مساءً، ولابد أن تثبت وقتاً معلوما للنوم، فلا تجعل وقت نومك يتأرجح ما بين التقديم والتأخير، وكن حريصاً على أذكار النوم.

أود أن أضيف لك أن عقار (زولام Zolam) هو عقار جيد، وكما تفضلت هو سريع الفعالية وقوي الفعالية، ولكننا لا نفضله ولا نحبذه كثيراً لأنه قد يؤدي إلى التعود والإدمان، لكن لا مانع من استعماله لفترة قصيرة، ولكن البعض يستحسنه للدرجة التي لا يستطيع التخلص منه.

وعموماً فإن الأدوية التي وصفتها لك هي أدوية علاجية أكثر من أنها أدوية مسكنة وهي غير إدمانية وسليمة، وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net