الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي .. تكفيك من كل شيء، وهل تجزئ عن غيرها

السؤال

ورد في حديث عبد الله بن خبيب ـ رضي الله عنه ـ قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء ـ رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني ـ رحمه الله ـ فهل ما ذكر في الحديث يكفي ولا داعي لقراءة الأذكار المشهورة الأخرى؟ أم ماذا؟ وإذا قرأنا الأذكار الأخرى بالإضافة للمعوذتين وقل هو الله أحد، فما هي المفضلة أو الصحيحة التي لديها سند قوي عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأن الأذكار التي أعرف كثيرة وقد حفظتها تقريبا كلها أو معظمها؟ وهل يمكن أن أقرأها وأقوم بشيء ما كالقيام بأشغال المنزل؟ أم يجب التفرغ لها لدقائق؟.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما معنى: تكفيك ـ فقال القاري في المرقاة: قال الطيبي: أي تدفع عنك كل سوء، فمن زائدة في الإثبات على مذهب جماعة وعلى مذهب الجمهور أيضا، لأن يكفيك متضمنة للنفي، كما يعلم من تفسيرها بتدفع، ويصح أن تكون لابتداء الغاية، أي تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها، أو تبعيضية، أي بعض كل نوع من أنواع السوء، ويحتمل أن يكون المعنى: تغنيك عما سواها، وينصر المعنى الثاني ما في الحديث الأول وهو حديث عقبة لقوله: فما تعوذ متعوذ بمثلها.

ولا يعني ذلك أنه لا يُقرأ غيرها من الأذكار، فهذا الذكر يكفي من الشر أو من بعض الشر، وغيره قد يكون سببا في دخول الجنة، أو أجره كعتق بعض الرقاب، بل حتى الأذكار التي فيها الوقاية من الضرر مثل: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، من قالها حين يصبح ثلاثاً لم يضره شيء، وكذلك إذا أمسى. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وإسناده حسن ـ يحتاج العبد أن يقوله ولا يكتفي بالأول، فمحل نيل كمال الأجر من الذكر إذا كان عن تدبر للمعنى، فقد يفوتنا كثير من الثواب بسبب عدم التدبر الكامل للمعاني، فنحتاج إلى تكرار أذكار أخر لنكمل نقص الأجر، وانظري الفتوى رقم: 207229.

ولا مانع من قراءة الأذكار حال ممارسة بعض الأعمال المنزلية، وغيرها، إلا أن أجر الذي يتفكر في المعاني ويتدبرها ويخلي قلبه عن الشواغل أكمل.

وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 11882، جملة من أذكار الصباح والمساء، ويمكنك مراجعة كتاب: مختصر النصيحة للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وحصن المسلم للشيخ سعيد القحطاني.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني