الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إبطال السحر، وحكم الرقية بما لا يعقل معناه

السؤال

كيف يتم العمل (السحر) وكيف يتم إبطاله؟
وهل صحيح أن يكتب شيخ ما ورقة، بلغة غير مفهومة، ويجعل المعمول له العمل، يشرب منها.
هل هذا من الدين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس من اختصاصنا معرفة كيفية عمل السحر، وأما عن كيفية إبطاله.

فقد قال ابن القيم في كتابه: زاد المعاد: روي عنه فيه نوعان: أحدهما: وهو أبلغهما استخراجه، وإبطاله......

والنوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر..... اهـ.

ومن وسائل إبطاله الرقية الشرعية، وقد قدمناها بالفتوى رقم: 80694

وأما ما لا يعقل معناه من الرقى، فيجب البعد عنه؛ لاحتمال وقوع الشرك به.

فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمن يقول: يا أزران، يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة، لم يحرم قولها؟

فأجاب: الحمد لله، لم ينقل هذه عن الصحابة أحد، لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب، فكل اسم مجهول، ليس لأحد أن يرقي به، فضلًا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها، وأنه صحيح، لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى كلامه.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على جواز الرقى، والتطبُّبِ بما لا ضرر فيه، ولا منع من جهة الشرع، لكن إذا كان مفهوما؛ لأن ما لا يفهم، لا يؤمَن أن يكون فيه شيء من الشرك. اهـ.

وقال الشيخ حافظ أحمد حكمي في سلم الوصول، في بيان ما تشرع الرقية به، وما تمنع: أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ، ولا مفهومة المعاني، ولا مشهورة، ولا مأثورة في الشرع البتة: فليست من الله في شيء، ولا من الكتاب، والسنة في ظل، ولا فيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه، كما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ـ وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: إن الرقى، والتمائم، والتؤلة؛ شرك ـ وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله تعالى، أو من أسماء الملائكة، أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، وهل هو حق أو باطل، أو فيه نفع أو ضر، أو رقية، أو سحر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني