الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الميت بصدمة سيارة يُلْـحَـق بصاحب الهدم

السؤال

ما حكم من ماتت في حادث أثناء رجوعها من العمل وكانت صائمة وكانت على موعد مع من تحب وقابلته قبل وفاتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الراجح عند أهل العلم الآن أن الموت بسبب صدمة سيارة يعتبر بمثابة الموت بسبب الهدم، وهذا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن بعض الشهداء فقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغَرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل. وعليه.. فيكون موت هذه المرأة شهادة لها نحسبها كذلك، إضافة إلى أنها كانت متلبسة بالصيام وهو عبادة عظيمة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. متفق عليه. أما كونها قابلت من تحب قبل وفاتها فإن كانت هذه المحبة شرعية، مثل أن تكون قامت بزيارة والديها أو أحدهما أو في صلة رحم أو زيارة أخت في الله أو قابلت زوجها، فهذا أيضا عمل صالح طيب يكون في ميزان حسناتها إن شاء الله تعالى. وإن كان من قابلته لا تجوز لها زيارته ولا مقابلته فنسأل الله تعالى أن يتجاوز عنها، وأن يكون صومها وما سلف من أعمالها الصالحة وما حصلت عليه من شهادة سببا لتكفير ما ارتكبته من ذنب، خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. أخرجه مسلم في صحيحه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني