الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطيبات التي حرمها الله على بني إسرائيل

السؤال

ماهو الطعام الذي حرمه الله على بني إسرائيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله عز وجل لم يُحَرِّم على بني إسرائيل شيئا من الطعام قبل إنزال التوراة على موسى عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ [آل عمران: 93]. قال ابن جرير الطبري رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية: يعني بذلك جل ثناؤه: أنه لم يكن حرم على بني إسرائيل -وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن- شيئا من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة. بل كان ذلك كله حلالا، إلا ما كان يعقوب حرمه على نفسه، فإن ولده حرموه استنانا بأبيهم يعقوب من غير تحريم الله ذلك عليهم في وحي ولا تنزيل ولا على لسان رسول له إليهم من قبل نزول التوراة. اهـ فتبين بهذا النقل أن الطعام كله كان حلالا لبني إسرائيل قبل نزول التوراة، وأن الذي حرموه على أنفسهم قبل نزول التوراة إنما حرموه من عند أنفسهم اقتداء بأبيهم يعقوب عليه السلام، وأن الله لم يحرمه عليهم. والطعام الذي حرمه يعقوب على نفسه هو لحوم الإبل وألبانها، وقال آخرون: حرم على نفسه أكل العروق -جمع عِرْقٍ- وقال آخرون: حرم على نفسه لحم الغنم. وكل هذه الأقوال وأدلتها مبسوطة في كتب التفسير عند تفسير هذه الآية. وأما عند نزول التوراة، فقد حرم الله عليهم بعض الطيبات التي كانت حلالا لهم، وذلك بسبب بغيهم وظلمهم وعدوانهم، كما قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً [النساء:160]. وقد بين سبحانه وتعالى في سورة الأنعام ما الذي حرمه عليهم فقال: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام:146]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني