الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج ممن تم التعرف عليها عبر برامج التواصل

السؤال

أنا شاب تعرّفت إلى فتاة عن طريق أحد برامج التواصل الاجتماعي، وكانت بيننا تعليقات في بداية الأمر، وبعدها مكالمات، فانجذبت إلى طريقة تفكيرها، وأسلوبها، ولاحظت توافقًا كبيرًا بيننا في الأفكار، وازداد حبي لها يومًا بعد يوم، وتعلقنا ببعض، وقابلتها مرة واحدة، ولم يحدث بيننا سوى نقاش عادي، فراجعت حساباتي، ووجدت أني مذنب -وأنا نادم أشد الندم-، فتبت إلى الله، وصارحتها بالأمر، وحذفتها، ولم أزل من يومها أفكر فيها لأكثر من ثلاثة شهور بشكل يومي، فما حكم الزواج من هذه الفتاة؛ لأني لا أريد الزواج من غيرها، ولم أستطع نسيانها أبدًا؛ بسبب قبولي التام للطرف الثاني بمزاياه وعيوبه؟ وأنا لا أريد أن أتقدم لفتاة أخرى عن طريق الأهل، ولا أزال أفكّر بالفتاة الأولى، فأظلم بنت الناس معي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بتركك التواصل مع هذه الفتاة، وندمك على ما فعلت، وتوبتك إلى الله عز وجل، ونرجو أن يتقبل منك هذه التوبة، وأن يحفظك في دينك، ودنياك.

وإن كانت هذه الفتاة مرضية في دِينها، وخلقها، فاقدم على خطبتها والزواج، خاصة وأن كلًّا منكما له تعلق بالآخر، وقد ثبت في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

والسبيل لمعرفة حالها، هو سؤال من يعرفها من الثقات، فإن أثنوا عليها خيرًا، فاستخر الله تعالى فيها؛ ليقدر لك الخير. وراجع في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.

فإن تيسر لك الزواج منها، فالحمد لله، وإلا؛ فدعها، وابحث عن غيرها، وسَلِ الله سبحانه أن ييسر لك من هي خير منها، واجتهد في أمر نسيانها، وانظر الفتوى: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني