الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يفسخ خطبته، ويخطب من كان على علاقة معها؟

السؤال

حصل بيني وبين فتاة معاشرة جنسية غير كاملة بالمعنى المفهوم، وذلك منذ 6 سنوات.
وحصل جرح طفيف في غشاء البكارة، وقمت بالكشف عليها في وقتها، وقالت لي إنها بخير وإن غشاءها بخير هو فقط جرح خارجي، وربنا سترها معانا.
خطبتها، وبعد 3 سنوات من الخطوبة، تغيرت معاملتها للأسوأ وتغيرت تماما، وبدأ كلام الناس الذين يوقعون بيننا. وازدادت المعاملة سوء وتقول لي: لا أريدك وقد كرهتك، ولا أريد أن أكمل معك. تحملتها من أجل العشرة التي بيننا، ولصلة القرابة بيننا، ومن أجل أهلها فقد كانوا يحبونني جدا، خاصة أمها وأباها.
وبعد ما أتيت بأخرى بعد سنة ونصف من احتمال المشاكل، قالت لي: اتركني إذا كنت رجلا، وعندك دم.
وفعلا تركتها؛ لأن الناس كلهم يعيرونني بأنها تشتمني وأنني بلا كرامة، وكرهت تصرفاتها القاسية معي، وأهلي لا يريدونها، فقد كانوا رافضين لها من البداية.
وبعد كل هذا خطبت لشاب آخر كان أخا لصاحبتها التي كنت أرفض علاقتها بها، ولكن العلاقة فشلت بينهما وانتهت بالانفصال، مع العلم أنني صممت عليها في بداية مشوارنا.
وبعد أن تركتها تقدمت لخطبة فتاة واثنتين وفي الثالثة حصل لي نصيب. وبعد قراءة الفاتحة بيومين اتصلت بي عن طريق الواتس اب وقالت: أريد أن أتكلم معك.
ولما ذهبت إليها قالت لي إنها ليست عذراء، ويوجد قطع بسيط في غشاء البكارة، ولن أستطيع الزواج بغيرك؛ فرفضت بشدة وقلت إنني لن أظلم البنت التي معي حاليا، وأنت قد أخفيت عني هذا الموضوع منذ ست سنوات، قالت لي: لقد أخفيت عنك؛ لكيلا تتطور المعاشرة أكثر من ذلك.
قلت لها: أنت تريدين أن تفسدي علي حياتي الآن بعد العذاب الذي رأيته في فراقك، وجرحك لي.
تقول: أنا نادمة الآن، وقد تعلمت من الغلط.
أرفض الرجوع لها تماما، فقد كرهتها وأهلي لا يريدونها، وقد خطبت.
استمرت بإرسال الرسائل لي، وأنا أقول لها: أنت التي ظلمت نفسك وليس أنا، وأنت التي تركتني وليس أنا.
ستجري عملية تصليح في الغشاء حتى تعود كما كانت.
السؤال: هل أترك خطبتي وأرجعها، أو أنسى الموضوع تماما وهي التي ظلمت نفسها؟
أنا خائف من ربنا، ولا أريد أن أكون ظلمتها بعد أن عرفت أن الغشاء في قطع.
أرجو الإفادة في أسرع وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أولا المبادرة للتوبة النصوح من هذه العلاقة الآثمة التي كانت بينك وبين هذه الفتاة، وما حصل من المعاشرة المحرمة، وسبق أن بينا شروط التوبة في الفتوى: 29785.

ونرجو لك ولغيرك أخذ العبرة مما حدث، واستشعار حكمة الشرع في تحريم العلاقة بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج الصحيح، قال تعالى في حق الرجال: وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5}، أي: خليلات ، وقال في حق النساء: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء:25}، أي: أخلاء.

وثبت في جملة من النصوص الصحيحة في السنة النبوية التحذير من فتنة النساء، ويمكن الاطلاع على بعضها في الفتوى: 35047.

وإذا كانت هذه الفتاة مطاوعة لك في هذه العلاقة وفي أمر المعاشرة، فلست ظالما لها، ولكنها هي التي جنت على نفسها.

ولا يجب عليك شرعا الزواج منها، ولا نرغبك في الزواج منها إن لم تكن قد تابت وأصبحت على دين واستقامة، لا سيما وأنك ذكرت أن أهلك يرفضون زواجك منها.

وإن كانت الفتاة التي خطبتها صالحة وذات دين؛ فاستمسك بها وأكمل زواجك منها، ولا تفسخ خطبتها إلا لغرض صحيح؛ لأن فسخ الخطبة مكروه إن لم تدع إليه حاجة، وانظر الفتوى: 18857.

وننبه إلى أن ترقيع غشاء البكارة لا يجوز إلا بضوابط شرعية، ويمكن مطالعة الفتوى: 5047، والفتوى: 49021.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني