الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية توحيد الله في الحمد، وحكم حمد المخلوق، ومعنى اسم محمد

السؤال

هل الحمد لغير الله شرك؟ وهل يكون مشركًا من قال: "الحمد لفلان"؟ وكيف أوحّد الله في الحمد، وأنجو من الشرك في هذه المسألة؟ وما معنى الحمد؟ وهل اسم محمد (بمعنى كثير الحمد) المراد به الله، أم النبي؟ وما الفرق بين الحمد لله، والحمد لغيره؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى هو المستحق للحمد المطلق، والعبد يُحمَد بحسبه؛ فصرف الحمد للمخلوق ليس شركًا، ولكن لا بدّ أن يعلم أن الحمد الكامل لا يكون إلا لله تعالى، وهذا مبين في الفتوى: 385249، وأما معنى الحمد، فانظر لبيانه الفتوى: 75693.

وتوحيد الله في الحمد يكون بالإقرار بأنه المستحق لكمال الحمد -تبارك وتعالى-، وأن كل نعمة فإنها منه، وهو المحمود عليها بالأصالة تبارك وتعالى.

وأما اسم محمد: فهو الشخص المستحق للحمد الكثير، وهو راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكثرة محامده، وليس لله تعالى، قال ابن القيم -رحمه الله-: هَذَا الاسم هُوَ أشهر أَسْمَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ اسْم مَنْقُول من الْحَمد، وَهُوَ فِي الأَصْل اسْم مفعول من الْحَمد، وَهُوَ يتَضَمَّن الثَّنَاء على الْمَحْمُود، ومحبته، وإجلاله، وتعظيمه، هَذَا هُوَ حَقِيقَة الْحَمد, وَبني على زنة مفعل مثل مُعظم، ومحبب، ومسود، ومبجل، ونظائرها؛ لِأَن هَذَا الْبناء مَوْضُوع للتكثير.

فَإِن اشتق مِنْهُ اسْم فَاعل، فَمَعْنَاه: من كثر صُدُور الْفِعْل مِنْهُ مرّة بعد مرّة، كمعلم، ومفهم، ومبين، ومخلص، ومفرج، وَنَحْوهَا.

وَإِن اشتق مِنْهُ اسْم مفعول، فَمَعْنَاه: من كثر تكَرر وُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى، إِمَّا استحقاقًا، أَو وقوعًا، فمحمد هُوَ الذي كثر حمد الحامدين لَهُ مرّة بعد أُخْرَى، أَو الَّذِي يسْتَحق أَن يحمد مرّة بعد أُخْرَى. وَيُقَال: حمد فَهُوَ مُحَمَّد، كَمَا يُقَال علم فَهُوَ معلم. وَهَذَا علم وَصفَة اجْتمع فِيهِ الْأَمْرَانِ فِي حَقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِن كَانَ علمًا مَحْضًا فِي حق كثير مِمَّن تسمّى بِهِ غيره. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني