الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال أو فعل ما يخرجه من الملة، ثم تاب

السؤال

كنت في بعض الأيام والأوقات إذا عرفت آية أعترض عليها -والعياذ بالله-. مثلًا: قوله تعالى: (واهجروهن في المضاجع واضربوهن)؛ تأتيني مشاعر سيئة، وأعترض على ذلك قولا، وأقول لأمي: لماذا؟ -والعياذ بالله- مع الأسف.
ومثل هذا مع الأحاديث النبوية، أعترض عليها وأبغضها -مع الأسف-. ومع الوقت اكتشفت أن هذا كفر، وأني كفرت جهلاً دون دراية أن هذا الشيء يعتبر كفرا، فينتابني الندم والبكاء والخوف من عذاب الله.
وأنا تبت توبة نصوحا، وانهمرت بالبكاء كالطفل من الندم، ومن خوف عذاب الله. فهل يقبل الله توبتي في هذه الحالة؟ أم لا؟
لأني أحس أن الحياة أغلقت في وجهي بعد ما عرفت أن بعض المذاهب تقول لا يقبل الله توبة الكافر. مع العلم أني كفرت دون علم أن هذا الشيء يعتبر كفرا؛ بسبب جهلي. وأنا الآن ندمي شديد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلعل السائل يعني توبة المرتد، لا توبة الكافر الأصلي، فالمرتد هو الذي قد يُشكل أمره في بعض الحالات، حيث اختلف أهل العلم في قبول توبة بعض أنواع المرتدين، وخلافهم هذا إنما هو في ظاهر أحكام الدنيا المتعلقة بعقوبة المرتد.

وأما قبول توبته فيما بينه وبين الله، فليست محل نزاع، ولم يخالف في صحتها وقبولها أحد من أهل العلم، إن هو تاب في حياته قبل الغرغرة. وراجع في ذلك الفتوى: 442471.

وعلى ذلك؛ فإن افترضنا أن مسلما قال أو فعل ما يخرجه من الملة، ثم تاب إلى الله تعالى، ورجع إلى إسلامه، فلا إشكال ولا خلاف في قبول توبته. فما بالك إن كان الأمر لا يبلغ الردة، ولا يخرج من الملة؟

ناهيك عن أن يكون مجرد وسوسة يلقيها الشيطان في صدر صاحبها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني