الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاهد المرأة المتزوجة أمّها المريضة بالزيارة دون الإقامة معها، هل يعدّ تقصيرًا؟

السؤال

أنا سيدة عمري 37 سنة، متزوّجة، ونحن 4 إخوة -3 بنات متزوجات، وأنا الصغرى، وابن غير متزوج، مقيم مع أمّي-، وأمّي مسنة.
منذ بداية زواجي وأنا أذهب لزيارتها، والمكوث معها 3 أو 4 أيام، ثم أعود لبيتي بالاتّفاق مع زوجي ورضاه لمتابعتها، ثم أصيبت بجلطة في المخ منذ 3 شهور، وبعد أن خرجت من المستشفى مكثتُ أنا وشقيقتي التي تكبرني معها لخدمتها ما يقارب الشهر؛ حتى تستقرّ حالتها.
أثناء ذلك كانت هناك خلافات ومشاكل مع أخي، وبعد أن استقرّت حالتها عدت إلى بيتي، على أن تأتي جليسة مقيمة لتقوم بخدمة أمّي، فهي تستطيع ذلك ماديًّا، ونقوم بالمناوبة معها؛ لأني لا أستطيع الإقامة وحدي على خدمة أمّي، فقد أصبحت طريحة الفراش، وتحتاج إلى خدمة في جميع النواحي، حتى الأكل والشرب، وأنا لديّ طفلان -أحدهما عمره سنتان ونصف، والآخر رضيع عمره 4 شهور-.
وزوجي يرى أن أذهب لزيارتها متى شئت، دون المكوث معها عدة أيام -كما كان يحدث قبل مرضها-؛ تجنّبًا للمشاكل مع أخي، وخوفًا من ذهاب الجليسة، والبقاء وحدي، وأنا لا أقوى على الخدمة وحدي، فهل أنا مقصّرة إذا فعلت ما يقوله زوجي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على البِرّ بأمّك، والقيام بخدمتها، ورعايتها، ونسأله سبحانه أن يشفيها شفاء تامًّا لا يغادر سقمًا، ويجمع لها بين الأجر والعافية، وبين تكفير السيئات ورفعة الدرجات.

ولا حرج عليك في القيام بما ذكره زوجك من تعاهد أمّك بالزيارة دون الإقامة معها لعدة أيام، ولا تعتبرين مقصّرة، خاصة أن هنالك من يقوم على أمّك ويرعاها.

ولو قدّر أن ذهبت من أسميتها بـ: "الجليسة"، واحتاجت أمّك إلى الرعاية، ولم تجدوا أخرى ترعاها؛ فإن هذه الرعاية واجبة على جميع أولادها، كلّ بحسبه، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 148805، والفتوى: 419848.

ونوصي بالحذر من المشاكل، والحرص على كل ما يجلب الأُلْفة، والمودّة، وخاصة بين من جمعتهم الرحم التي تجب صلتها، وتحرم قطيعتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني