الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم حقا لله تعالى يجب عليه القيام به، فإن قام به على الوجه المطلوب شرعا أصلح الله أموره في الدنيا والآخرة، وهذا الحق هو توحيد الله تعالى وعبادته، كما في حديث معاذ أنه صلى الله عليه وسلم قال له: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا.
رواه البخاري ومسلم.
وأما الصراط والميزان: فلا حق لهما علينا، ولكن العبور على الصراط تكون سرعته بحسب طاعات العباد وأعمالهم، كما في الحديث: يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناسر كقدر أعمالهم زمرا كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك، حتى يمر الرجل سعيا، ثم مشيا، ثم يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه، قال: فيقول: أي رب ـ لماذا أبطأت بي؟ فيقول لم أبطئ بك، إنما أبطأ بك عملك.
رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي
وأما الميزان: فالناجي الفائز يوم القيامة من ثقلت موزينه، كما قال تعالى: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون.
{ المؤمنون: 102 }.
ومن أعظم ما يساعد على ثقل كفة الحسنات أن يحقق المسلم التوحيد الخالص وأن يكثر الطاعات لا سيما ذكر الله تعالى بالتسبيح والتحميد والتهليل وأن يحسن خلقه مع الناس، فقد روي الطبراني عن أبي مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة.
انتهى.
وراجع الفتويين رقم: 6754، ورقم: 6659، فقد قدمنا فيهما بعض الأحاديث النبوية في ذلك.
والله أعلم.