الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الشخص: يا ماما ونحوها عندما ينوبه شيء يبعد أن يكون المقصود به الاستغاثة سواء كانت الأم ميتة أم حية غائبة، وسواء كان الأمر الذي حدث مما يقدر عليه المخلوق أم مما لا يقدر عليه. وقول الزوج لزوجته يا حبيبتي أبعد ما يكون من الاستغاثة.
وقد ذكر علماء البلاغة أن النداء قد يخرج عن معناه الأصلي الموضوع له فيستعمل في أغراض غير الطلب، وهذه الأغراض تفهم من قرائن الحال أو قرائن المقال، كأن يستعمل النداء في الزجر واللوم، أو التحسر والتأسف والتفجع والندم أو الندبة، أو الإغراء، أو اليأس وانقطاع الرجاء، أو التمني، أو التذكر واستحضار الصورة، أو التضجر، أو الاختصاص، أو التعجب، إلى غير ذلك مما ذكره أهل اللغة. ولمعرفة المزيد بهذا الخصوص يمكن مراجعة كتاب: البلاغة العربية أسسها وعلومها. لمؤلفه عبد الرحمن الميداني. ومن هذا الباب ما ذكر من ألفاظ من نحو: يا لهوي أو يا نهار أبيض... ونحو ذلك مما يقصد به التعجب ونحو ذلك.
بقي أن نبين أنه على فرض أن أحدا استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله وأن هذا شرك بالله تعالى فإنه لا يحكم بكفره بمجرد ذلك، فالتكفير له شروطه وضوابطه ومنها العلم، وراجع الفتوى رقم: 721 ففيها تفصيل ضوابط التكفير.
والله أعلم.