الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يشترط لصحة الصلاة أن يكون المصلي حافظا لأركانها وواجباتها، إذا كان يأتي بها على الوجه المطلوب.
ففي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير على مختصر خليل في الفقه المالكي: وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إذَا أَخَذَ صِفَتَهَا عن عَالِمٍ ولم يُمَيِّزْ الْفَرْضَ من غَيْرِهِ فإن صَلَاتَهُ صَحِيحَةٌ إذَا سَلِمَتْ من الْخَلَلِ، سَوَاءٌ عَلِمَ أنَّ فيها فَرَائِضَ وَسُنَنًا أو اعْتَقَدَ فَرْضِيَّةَ جَمِيعِهَا على الْإِجْمَالِ أو اعْتَقَدَ أَنَّ جَمِيعَ أَجْزَائِهَا سُنَنٌ، أو اعْتَقَدَ أَنَّ الْفَرْضَ سُنَّةٌ أو الْعَكْسَ، أو أنها فَضِيلَةٌ، أو اعْتَقَدَ أَنَّ كُلَّ جُزْءٍ منها فَرْضٌ. وَإِنْ لم تَسْلَمْ صَلَاتُهُ من الْخَلَلِ فَهِيَ بَاطِلَةٌ في الْجَمِيعِ. هذا هو الْمُعْتَمَدُ كما قَرَّرَهُ شَيْخُنَا وَيَدُلُّ له قَوْلُهُ عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي. فلم يَأْمُرْهُمْ إلَّا بِفِعْلِ ما رَأَوْا. وَأَهْلُ الْعِلْمِ نُوَّابُهُ عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَهُمْ مِثْلُهُ في الِاقْتِدَاءِ بِكُلٍّ، فَكَأَنَّهُ قال: صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، أو رَأَيْتُمْ نُوَّابِي يُصَلُّونَ. انتهى.
والله أعلم.