الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يرد ما يكفي في إثبات نسبة هذه القصة إلى عبد الرزاق الصنعاني، بل إن الحافظ الذهبي نقلها في الميزان وتعقبها بقوله: قلت: في هذه الحكاية إرسال، والله أعلم بصحتها، ولا اعتراض على الفاروق - رضي الله عنه - فيها فإنه تكلم بلسان قسمة التركات.
وبكل حال: فلو ثبتت هذه القصة فهي زلة عظيمة, وعثرة لسان من عبد الرزاق الصنعاني - رحمه الله تعالى -، ولا عصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وحسبنا فيها ما نقلته عن الحافظ الذهبي رحمة الله عليه ما أنصفه وأعدله.
أما سؤالك هل يعتبر عبد الرزاق الصنعاني بعدها ثقة؟ فنقول: نعم، فلا قدح ولا مطعن في عدالة عبد الرزاق الصنعاني ولا في صحة الرواية عنه, ولكل جواد عثرة, وعبد الرزاق الصنعاني رغم ما كان ينسب إليه من تشيع فهو محدث الوقت، وقد احتج به أرباب الصحاح، وبمثل هذه النزعات والفلتات لا تترك الرواية عمن تواترت أقوال الأئمة الحفاظ على توثيقه وإمامته في الحديث.
ولمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 232990 ، 308839 ، 131805
والله أعلم.