لا يحكم بنجاسة شيء إلا بيقين

8-1-2013 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أفكر قبل النوم فخرج مني مذي, وكنت قد تقلبت في نومي, فبينا أنا أتقلب شككت هل نزل إلى الملابس أم لا؛ لأنني شعرت بخروجه - وهذا الشعور ليس دائمًا صحيحا, فهذا الشعور يأتيني أحيانًا ولا شيء يخرج - وعندما قمت الفجر غسلت فرجي وتوضأت وصليت؛ لأنني غير متأكدة هل نزل على الملابس أم لا, فبنيت على اليقين, وصليت بعدها يومين, فماحكم فعلي هذا؟ وهل صلاتي صحيحة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فإن كنت شككت أصلًا في خروج المذي: فإن الأصل عدم خروجه, ولا يحكم بتنجس الملابس لمجرد الشك في تنجسها بنجاسة ليست محققة الوجود, وإن كنت تيقنت من خروج المذي فلا يخلو الحال من أمرين:

أولهما: أن تتيقني تنجس الثياب بالمذي دون أن تعلمي مكان التنجس على وجه التحديد, والحكم حينئذ أن تغسلي كل المكان الذي تشكين فيه, جاء في الموسوعة الفقهية: أَمَّا إِذَا خَفِيَ مَوْضِعُ النَّجَاسَةِ وَلَمْ يُعْلَمْ فِي أَيِّ جُزْءٍ هِيَ، فَبِالنِّسْبَةِ لِلثَّوْبِ وَالْبَدَنِ يَجِبُ غَسْل الثَّوْبِ كُلِّهِ أَوِ الْبَدَنِ كُلِّهِ, وَهَذَا عِنْدَ الْجُمْهُورِ... اهــ .

ثانيهما: أن تشكي هل أصاب المذي الثياب أم لا, فتشكين في تنجس الثياب, فالأصل طهارة الثياب, ولا يلزمك غسلها, كما هو قول الشافعية والحنفية والحنابلة, جاء في الموسوعة الفقهية: فَإِنْ شَكَّ فِي وُجُودِ النَّجَاسَةِ مَعَ تَيَقُّنِ سَبْقِ الطَّهَارَةِ جَازَتِ الصَّلاَةُ دُونَ غَسْلٍ؛ لأِنَّ الشَّكَّ لاَ يَرْفَعُ الْيَقِينَ، وَهَذَا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ. اهــ وقال ابن مفلح في الفروع: ولا يلزم تطهير ما شك في نجاسته بالنضح. اهــ  , وانظري الفتوى رقم: 136158, والفتوى رقم: 151051.

وننصحك بالبعد عن التفكير بما يثير الشهوة, وأن تشغلي نفسك بما يقربك إلى ربك سبحانه وتعالى, فاشغلي أوقاتك بالطاعة؛ لكيلا تشغلك نفسك بالمعصية, وانظري الفتوى رقم: 184029 عن التخيلات الجنسية بين المؤاخذة وعدمها.

والله تعالى أعلم.

www.islamweb.net