الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فاحشة اللواط من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب، ومقترفها منتكس الفطرة, غافل عن الله تعالى؛ ولهذا شدد الإسلام في عقوبة اللواط, فأمر بقتل فاعله والمفعول به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. رواه أحمد وأصحاب السنن، وانظر الفتوى رقم: 1869.
ويحرم جميع أنواع الأعمال اللوطية، ويشمل ذلك مقدماتها: كالقبلة, واللمس للعورات, فلا يجوز شيء من استمتاع الذكر بالذكر وتلذذه به، ولا يجوز مسه لعورة غيره, والتلذذ بذلك، فيحرم كل ذلك.
وعلى من ألمَّ بتلك الفاحشة العظيمة أن يسارع بالتوبة إلى الله, ويعقد العزم على عدم العودة إليها أبدًا، ويندم على ما فرَّط في جنب الله تعالى, من قبل أن يدهمه الموت وهو مقيم عليها، فيندم ولا ينفعه الندم حينئذ، فقد قال الباري جل ذكره: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى: 25}. وقال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. {النساء: 17}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.
فعليك بترك أماكن المعصية وما يهيجها؛ حتى تنجو بنفسك، مع اتخاذ الصحبة الصالحة التي تعين على الخير، والحذر من قرناء السوء، والابتعاد عنهم, وصدهم بكل حزم وقوة, ولا يحل لك بحال تمكينهم من فعل أي من أفعال اللواطة بك, واستعن بالله تعالى ثم بمن يقدر على منعهم من أولياء أمورهم أو الشرطة, وغير ذلك من الوسائل المشروعة في زجرهم.
واشغل نفسك ووقتك بما يفيدك في الدنيا والآخرة: من تعلم علم نافع، ومن تكسب مباح, ورياضة مشروعة، وعليك أن تتزوج إن أمكنك، فالزواج من أنفع الوسائل إلى العفة وحفظ الفرج.
والله أعلم.