الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن علم من نفسه أنه مصاب بالوسواس القهري يتعين عليه الإعراض عن التفكير في كونه ارتد، لأن هذا مما يزيد مشاكل الوسوسة عنده، وأما عن معاصي الخلوة والغش: فلا تعتبر ردة، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 152957 علاج الوسوسة وأنه لا يكون الكفر إلا إذا صدر شيء محقق من الكفر.
وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى ابقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الأمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.
واعلمي أنه يشرع الدعاء مصحوبا بالاستغفار، أو غير مصحوب به، فقد ثبت كل ذلك في الأدعية النبوية.
والله أعلم.