الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع بعد البحث على ما يفيد صحة كره الجن للدخان المذكور وهربهم منه، وروى ابن بشكوال في الآثار المروية قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قراءة عليه قال: أنا أبي رحمه الله قال: نا عبد الرحمن بن مروان القلابسي نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الناجي نا أحمد بن خالد نا إبراهيم بن محمد نا عون بن يوسف عن عبد الله بن عمر بن غانم قال: ني إسماعيل بن عياش الحمصي عن بعض القرشيين عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما ينبت عرق من حرمل ولا أصل ولا فرع ولا ورقة ولا زهرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه، وإن في أصلها وفرعها النشرة، وإن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء، فتبخروا بالكندر فإنها بخور كل شيء، وما من أهل بيت يتبخرون به إلا نفت عنهم كل شيطان فاغر فاه باسطا يده، وإنها لتنفي عن اثنين وسبعين دارا حولها كما تنفي عن أهل تلك الدار. اهـ.
وهذا لا يصح لانقطاع السند، ولوجود إبراهيم بن محمد بن أبان فيه، فقد قال عنه الأزدي: منكر الحديث.
وسئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ عن حكم استعمال البخور لطرد الشياطين فقال: لا أعلم لهذا العمل أصلاً شرعياً، والواجب تركه، لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق... إلخ كلامه. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز.
وراجع في اللبان الفتوى رقم: 250783.
والله أعلم.