الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير, وأن يرزقنا, وإياك، حسن النية, وأن يوفقك لكل خير.
وبإمكانك أن تجمع عدة نيات في العبادة الواحدة، وتؤجر على قدر النيات التي استحضرتها, واجعل نيتك عند أول العبادة, فمثلا تنوي بالصلاة في المسجد، حصول ثوابها، وتكثير جماعة المسلمين، وتعمير بيوت الله تعالى، ونحو ذلك.
قال النووي في بستان العارفين: وكذلك إذا أراد جماع زوجته، يقصد إيصالها حقها، وتحصيل ولد صالح يعبد الله تعالى، وإعفاف نفسه، وصيانتها من التطلع إلى حرام، والفكر فيه، فمن حرم النية في هذه الأعمال، فقد حرم خيرا عظيما كثيرا، ومن وفق لها، فقد أعطي فضلا جسيما، فنسأل الله الكريم التوفيق لذلك، وسائر وجوه الخير، ودلائل هذه القاعدة، ما قدمناه من قول رسول صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. انتهى.
وفي كتاب: طريقك إلى الإخلاص للشيخ عبد الله بن ضيف الله الرحيلي: كما أن النيّة تتميز بالتعدد في المرادات، فيمكن للعامل أن ينوي بعملٍ واحد، أموراً عديدة مختلفة، فإن كانت حسنة، ازداد ثوابه بزيادة تلك المقاصد الحسنة، وإن كانت مشوبة، فله من الخير والشر بقسطه. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 299611, والفتوى رقم: 133239.
والله أعلم.