الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فظاهر كلامك أنك تقصد مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بقرينة قولك في السؤال الثاني كتبت منذ 700 عام تقريبا.
وعليه؛ ففتاوى شيخ الإسلام ليست على درجة واحدة من حيث صعوبتها وسهولتها، وبما أنك قد أكملت المستوى الأول من التدرج في سلم العلم، فيمكنك قراءة بعض الرسائل من مجموع الفتاوى، فهو يحتوي على كثير من المسائل والرسائل، منها ما تصلح للمتوسط في العلم، ومنها ما لا تصلح إلا لمرحلة متقدمة، وتفصيل ذلك يطول، فنصيحتنا أن تستعين بأحد أهل العلم حتى يرشدك لبعض هذه الرسائل التي يمكنك قراءتها.
وأما بخصوص السؤال الثاني: فكون هذه الفتاوى تصلح لهذا الزمان، فلا شك في ذلك، خصوصا إذا علمت أن من أبرز خصائص منهج شيخ الإسلام في الفتاوى والتأليف بصفة عامة اعتماده على الكتاب والسنة وفهم الصحابة وغيرهم من سلف الأمة، ومعلوم أن هذا الدين صالح ومصلح لكل مكان وزمان، وما زال العلماء إلى يومنا هذا ينهلون من كتب شيخ الإسلام الموجود منها في مجموع الفتاوى وفي غيره.
وأما عن وجود أخطاء في مجموع الفتاوى؟ فمن يسلم من الخطأ فيما يكتبه أو يقوله حاشا الأنبياء، ولكن العبرة بقلة الخطأ وكثرة الصواب، وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث.
والأخطاء الموجودة في مجموع الفتاوى معظمها إما أخطاء في الطباعة أو النسخ، أو اجتهادات خالفه فيها بعض أهل العلم، أو نحو ذلك.
ولا يشك منصف أن في كتب شيخ الإسلام عامة من العلوم الشرعية المهمة والتحقيقات البديعة والفوائد النفيسة التي يعجز عن الإتيان بمثلها كثير من العلماء.
هذا؛ وقد ذكرنا في عدة فتاوى بعض النصائح المتعلقة بطريقة طلب العلم، وأسماء الكتب المقترحة في عدة فنون، فراجع منها على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 20885، 21753، 57232، 18607، 22007، 170619.
وأخيرا ننصح السائل بسماع محاضرة لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ بعنوان: كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فانظرها على هذا الرابط:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=885.
والله أعلم.