درجة حديث: "لا صدقة وذو رحم محتاج"

4-5-2020 | إسلام ويب

السؤال:
ما صحة حديث: "لا صدقة وذو رحم محتاج"؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث بهذا اللفظ وارد كثيرًا في كتب الفقهاء، وفي بعض كتب التفسير، ومنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، ولم نظفر به في كتب الحديث.

ولكن ورد بمعناه جزء من حديث في المعجم الأوسط للطبراني: يا أمة محمد، والذي بعثني بالحق، لا يقبل الله يوم القيامة صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صدقته، ويصرفها إلى غيرهم، والذي نفسي بيده، لا ينظر الله إليه يوم القيامة. لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الله بن عامر، تفرد به: خالد بن نزار. اهـ.

وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك، وبقية رجاله ثقات. اهـ.

 والحديث بهذا اللفظ ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأثرها السيئ في الأمة: (والذي بعثني بالحق! لا يعذب الله تعالى يوم القيامة من رحم اليتيم، وألان له الكلام، ورحم يتمه وضعفه، ولم يتطاول على جاره بفضل أعطاه الله.

والذي بعثني بالحق! لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته، ويعطيها إلى غيرهم، والذي نفسي بيده! لا ينظر الله إليه يوم القيامة).

ضعيف.

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 382/ 8823)، ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب" (1019/ 2505) بسنده عنه، قال: أخبرنا المقدام بن داود: أخبرنا خالد بن نزار الأيلي: أخبرنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:

الأولى: عبد الله بن عامر الأسلمي؛ قال الذهبي في "المغني": "ضعفه غير واحد".

ولذا قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".

الثانية: خالد بن نزار الأيلي، مختلف فيه، قال الحافظ: "صدوق يخطئ".

الثالثة: المقدام بن داود؛ تكلم فيه أبو حاتم وغيره، وقال النسائي: "ليس بثقة"، انظر: "اللسان".

ومما تقدم؛ نعلم ما في قول المنذري في "الترغيب" من الإجمال في تخريجه بقوله: (2/ 33و3/ 231): "رواه الطبراني، ورواته ثقات، وعبد الله بن عامر الأسلمي، قال أبو حاتم: ليس متروك".

قلت: وهذا إنما يعني أنه ضعيف، لكنه لا يترك؛ ولذلك قال الهيثمي (3/ 117): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف". اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net