على المرء أن يرضى بما قسم الله له دافعًا عن نفسه وهْم النقص

18-8-2021 | إسلام ويب

السؤال:
عندي مشكلة تضايقني جدًّا، ولم تصبح عندي أهداف، ولا أحلام، والمشكلة تتعلق بطولي، فطولي 158.5سم، وأنا أكبر شخص في العائلة، وأبي طوله 164، وأمّي في نفس الطول، وإخواني كلهم أطول مني، وكنت أعاني من الزلال البولي عندما كان عمري 7 سنين، فهل هذا المرض كان سببًا في قصر قامتي؟ وكان عندي شد أسفل الظهر، وذهبت للعلاج الطبيعي، وحلّت 70 بالمائة من المشكلة.
عمري 23 سنة، ومقبل على الزواج، وأريد بنتًا أطول مني -165-، فأنا يعجبني الطول، ولكن قصر قامتي تشعرني بأني طفل عمري 14 سنة، وأنا أخاف أن تحرجني البنت الطويلة، فبماذا تنصحوني؟
والشيء الذي يضايقني أيضًا أن أصابع يدي قصيرة، وسألت طبيب عظام، فقال لي: من الممكن أن يكون هذا وراثة.
أشعر أن عينًا أصابتني من شخص عندما كان عمري 15 سنة، فهل العين تسبب قصر القامة والأصابع؟
لقد تركت الصلاة في المسجد؛ لأني أقصر شخص، وكل مكان أذهب إليه أكون أقصر شخص فيه، وأصبحت أصلي في البيت، وقد تعبت والله، وأنا غير قادر على الرضا أبدًا.
منذ ثلاث سنين وأنا أفكّر في هذا الموضوع، وفي الأيام الأخيرة زادت حالتي سوءًا، فلن يزيد طولي، لكني لا أريد أن أكره دِيني، ومن أسماء الله الحسنى: العدل، فلماذا لم يعدل بيني وبين إخوتي، والناس الذين حولي كلهم بلا استثناء؟ فعندما أذهب إلى المستشفى أتضايق، وعندما أذهب إلى المسجد لأصلي أتضايق، والهيبة تكون لأصحاب الطول.
لا أريد أن أطول، لكني أريد أن يكون طولي متوسطًا -166-، وسأعيش حياة أجمل بكثير.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأخ السائل لا يعاني من مشكلة حقيقية، وإنما هو وهم المشكلة! ومعاناته نفسية، وليست واقعية!

فطوله قريب جدًّا من المدى الطبيعي الشائع لطول الذكور، والذي يبدأ من 160 سم، ويقع بالفعل في المدى المتوسط للطول الطبيعي، والذي يبدأ من 150 سم، وهو بعيد عن القصر المعيب (التقزّم)، والذي يقل عن 140 سم.

فطول السائل (158.5سم) لا يمثّل مشكلة حقيقة، ولكن تعلّق النفس بشيء معين -وإن لم يكن ضروريًّا- يوهم الإنسان بالنقص؛ ولذلك فالمطلوب من السائل أن يقتنع بطوله، ويحمد ربه على نعمته، ويتذكّر من هو أقصر منه، فضلًا عن الأقزام، فضلًا عمن جمع بين القصر والمرض أو العاهة!

وأما مسألة الزواج، فبإمكانه أن يجد من يناسبه، ويرضى به، سواء هذه البنت الذي ذكرها أم غيرها.

ولا نرى الخوض في التفاصيل المذكورة في السؤال، إلا التنبيه على الخطأ الشديد الذي وقع فيه السائل عندما ترك الصلاة في المسجد؛ فلا ينبغي للعاقل أن يترك ما ينفعه في أمر ِدينه، أو دنياه لمثل هذا السبب، بل لا بد أن يدع عنه وهْم النقص، ويقبل على حياته، ويحرص على ما ينفعه، ويحمد ربه، ويستعين به على مواجهة ما يلقاه.

والله أعلم.

www.islamweb.net