الاقتراض بالربا من أجل سداد الدين

29-8-2023 | إسلام ويب

السؤال:
أعيش في الغربة منذ فترة طويلة، وعند وصولي إلى هنا بدأت البحث عن الدراسة، أو العمل، وكنت غير متزوج، وكنت أساعد أهلي من حين لآخر، وكان كل همي مساعدة أمي وأبي، وبعد دراسة اللغة بدأت العمل، ولكن حياة الغربة صعبة جدا، وبسبب الوضع أخذت أول بطاقة ائتمانية يوجد فيها مبلغ ما، وسحبت المبلغ كاملا، وبعد مرور فترة من الزمن تزوجت، وكنت بحاجة إلى مبلغ، فسحبت بطاقة أخرى، ولا نقول إلا ما يرضي الله.
وقد مرض والدي، وكان بحاجة إلى مبلغ كبير كل يوم، وكنت أرسل النقود إلى والدتي، وبعد شهر توفي والدي -رحمه الله-، وللأسف بعد فترة تركت العمل، وأنا متزوج، وزوجتي تساندني في هذه الحياة، ولكن الحياة دون عمل متعبة، ولدي شهادة، ولدي خبرة، ولكن لا توجد فرصة عمل، وأصبحت أنا المسؤول عن أسرتي في بلدي، بسبب وفاة والدي، وعني، وعن زوجتي في الغربة.
و-الحمد لله- رزقت بمولود، وأشكر الله -عز وجل- كل يوم، ولكن الدين هَمٌّ كبير، وأخاف الله، ولم أكن أعرف أن الدين من البنك حل سيئ، والآن أحاول أن أعيد المبلغ دفعة كل شهر، وللأسف هنا توجد فائدة كل شهر، وأريد أن يسامحني الله -عز وجل-، وأن أدفع جميع المبلغ المترتب عليَّ، وأصلي كل يوم، وأدعو الله كي يوفي عنا الدين.
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا من كبائر المحرمات؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.... {البقرة: 278ـ 279}.

ولما روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ.

 وعليه؛ فلا يجوز لك الاقتراض بالربا من أجل سداد دينك فقط، وراجع حد الضرورة المبيحة للاقتراض بالربا في الفتاوى: 322741 271030 293059.

ومن كان حريصًا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلًا على الله، فسوف يرزقه رزقًا طيبًا، ويكفيه ما أهمّه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.

والله أعلم.

www.islamweb.net