الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي لك أن تحمد الله تعالى الذي وفقك للقيام بهذه النوافل، وتسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك منها ويثبتك عليها، وعليك أن تجاهد نفسك على اجتناب الإعجاب بما تقوم به وحب إظهار ذلك للآخرين ونحو ذلك، فهذا من كيد الشيطان والنفس معا، فجاهدهما على دفع ذلك. واعلم أن مجرد حديث النفس بذلك لا يضرك لأن الله تعالى بمنه وكرمه تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل، وأما ما يفلت منك من ذكر ما تقوم به من قراءة القرآن أو قيام الليل أثناء الحديث والنقاش مع الآخرين فحاول أن تتجنب ذلك قدر استطاعتك، ولا شيء عليك ولا يضرك ما انفلت منك بعد ذلك لأنك كاره لحصوله، ولعل الله يجعل في ذلك خيراً وهو اقتداء السامعين أو بعضهم بما ذكرت، ولأن تحدث الإنسان بنعمة الله عليه وتوفيقه للطاعة وسهولتها على من جاهد نفسه فيها ونحو ذلك- ليقتدي به غيره- ليس رياء.
والله أعلم.