الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعوضك عن زوجك من هو خير منه وأصلح وأتقى، ثم اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن هذه الدنيا دار ابتلاء، وشأن المؤمن فيها الصبر والتسليم بقضاء الله تعالى وقدره، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي. ويقول صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشاكها. متفق عليه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته.
فعليك بالصبر وتناسي هذا الأمر، وتوجهي إلى ربك سبحانه بأن يرزقك زوجا صالحا. واعلمي بأن اختيار الله عز وجل للعبد خير له من اختياره لنفسه. ولا بأس بأن تسعي للحصول على ذلك بالطرق الشرعية، ومنها: أن تعرضي نفسك بواسطة أبيك أو أخيك على من ترينه مناسبا، وليس في هذا عيب ولا حرج، وانظري الفتوى رقم: 7682.
والله أعلم.