الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2426 47 - حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن أيمن ، قال : حدثني أبي أيمن ، قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها ، فقلت : كنت لعتبة بن أبي لهب ومات ، وورثني بنوه ، وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو ، فأعتقني ابن أبي عمرو ، واشترط بنو عتبة الولاء ، فقالت : دخلت بريرة وهي مكاتبة فقالت : اشتريني وأعتقيني قالت : نعم ، قالت : لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي ، فقالت : لا حاجة لي بذلك ، فسمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه فذكر لعائشة ، فذكرت عائشة ما قالت لها ، فقال : اشتريها ، وأعتقيها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا ، فاشترتها عائشة ، فأعتقتها ، واشترط أهلها الولاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الولاء لمن أعتق ، وإن اشترطوا مائة شرط .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " اشتريني وأعتقيني " ، وأبو نعيم بضم النون الفضل بن دكين ، وقد تكرر ذكره ، وعبد الواحد بن أيمن ضد الأيسر المخزومي المكي ، وأيمن الحبشي مولى ابن أبي عمرو المخزومي ، وهو من أفراد البخاري ، وليس له في البخاري سوى خمسة أحاديث هذا ، وآخران عن عائشة ، وحديثان عن جابر ، وكلها متابعة ، ولم يرو عنه غير ولده عبد الواحد ، وأيمن الحبشي هذا غير أيمن بن نائل الحبشي وكلاهما مكيان غير أن أيمن والد عبد الواحد نزيل المدينة ، وأيمن بن نائل نزيل عسقلان ، وكلاهما من التابعين .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الشروط عن خلاد بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كنت لعتبة " ويروى " كنت غلاما لعتبة " ، ولفظ الغلام مقدر في الرواية التي لم يذكر فيها ، وعتبة بضم العين المهملة وسكون التاء المثناة من فوق ابن أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب الهاشمي أسلم يوم الفتح هو وأخوه معتب ، ولم يهاجرا من مكة ، وأخوهما عتيبة بالتصغير مات كافرا ، قوله : " بنوه " أي بنو عتبة ، وهم العباس ، وأبو خراش ، وهشام ، ويزيد ، قوله : " من ابن أبي عمرو " وفي رواية الكشميهني ، والنسفي " من عبد الله بن أبي عمرو " ، وزاد الكشميهني " من عبد الله بن أبي عمرو بن عبد الله المخزومي " ، قوله : " أو بلغه " شك من الراوي أي أو بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، قوله : " فذكر " أي النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لعائشة ، قوله : " ودعيهم " أي اتركيهم ولا تتعرضي لهم فيما يشترطون ما شاؤوا من الولاء ، قوله : " مائة شرط " هو بمعنى المصدر ليوافق الرواية الأخرى مائة مرة والله أعلم بالصواب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية