الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
فصل

في فوائد منثورة تقع في التراجم ولكن ذكرها هاهنا في موضع واحد أنسب وأفيد

قال ابن الجوزي : ذكر الصولي أن الناس يقولون: إن كل سادس يقوم للناس.. يخلع، قال: فتأملت هذا فرأيته عجبا، اعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم قام بعده أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن فخلع.

ثم معاوية، ويزيد ، ومعاوية بن يزيد، ومروان، وعبد الملك ، وابن الزبير فخلع.

[ ص: 87 ] ثم الوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد، وهشام، والوليد فخلع، ثم لم ينتظم لبني أمية أمر.

فولي السفاح، والمنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين فخلع.

ثم المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين فخلع.

ثم المعتز، والمهتدي، والمعتمد، والمعتضد، والمكتفي، والمقتدر، فخلع مرتين ثم قتل.

ثم القاهر، والراضي، والمتقي، والمستكفي، والمطيع، والطائع فخلع.

ثم القادر، والقائم، والمقتدي، والمستظهر، والمسترشد، والراشد فخلع، هذا آخر كلام ابن الجوزي .

قال الذهبي : (وما ذكره منخرم بأشياء:

أحدها: قوله: « وعبد الملك وابن الزبير »، وليس الأمر كذلك، بل ابن الزبير خامس وبعده عبد الملك، أو كلاهما خامس، أو أحدهما خليفة والآخر خارج; لأن ابن الزبير سابق البيعة عليه، وإنما صحت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير .

والثاني: تركه لعد يزيد الناقص، وأخيه إبراهيم الذي خلع، ومروان، فيكون الأمين باعتبار عددهم تاسعا.

قلت: قد تقدم أن مروان ساقط من العدد; لأنه باغ، ومعاوية بن يزيد كذلك; لأن ابن الزبير بويع له بعد موت يزيد، وخالف عليه معاوية بالشام فهما واحد، وإبراهيم الذي بعد يزيد الناقص لم يتم له أمر; فإن قوما بايعوه [ ص: 88 ] بالخلافة، وآخرين لم يبايعوه، وقوم كانوا يدعونه بالإمارة دون الخلافة، ولم يقم سوى أربعين يوما أو سبعين يوما; فعلى هذا مروان الحمار سادس; لأنه الثاني عشر من معاوية، والأمين بعده سادس.

والثالث: أن الخلع ليس مقتصرا على كل سادس; فإن المعتز خلع، وكذا القاهر، والمتقي، والمستكفي.

قلت: لا انخرام بهذا; فإن المقصود أن السادس لا بد من خلعه، ولا ينافي هذا كون غيره أيضا يخلع.

ويقال زيادة على ما ذكره ابن الجوزي : ولي بعد الراشد المقتفي، والمستنجد، والمستضيء، والناصر، والظاهر، والمستنصر، وهو السادس فلم يخلع، ثم المستعصم، وهو الذي قتله التتار، وكان آخر دولة الخلفاء، وانقطعت الخلافة بعده ثلاث سنين ونصف.

ثم أقيم بعده المستنصر، فلم يقم في الخلافة، بل بويع بمصر، وسار إلى العراق، فصاف التتار فقتل أيضا، وتعطلت الخلافة بعده سنة كاملة.

ثم أقيمت الخلافة بمصر، فأولهم: الحاكم، ثم المستكفي، ثم الواثق، ثم الحاكم، ثم المعتضد، ثم المتوكل وهو السادس فخلع.

وولي المستعصم، ثم خلع بعد خمسة عشر يوما، وأعيد المتوكل ثم خلع، وبويع الواثق، ثم المستعصم، ثم خلع وأعيد المتوكل، فاستمر إلى أن مات، ثم المستعين، ثم المعتضد، ثم المستكفي، ثم القائم، وهو السادس من المستعصم الأول ومن المستعصم الثاني فخلع، ثم المستنجد خليفة العصر، وهو الحادي والخمسون من خلفاء بني العباس.

التالي السابق


الخدمات العلمية