الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1499 [ 774 ] ومن حديث عائشة : فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله ، وصلوا وتصدقوا .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 164 و 168) ، والبخاري (1058) ، ومسلم (901) (1) ، وأبو داود (1177 - 1191) ، والترمذي (561 و 563) ، والنسائي (3 \ 127) ، وابن ماجه (1263) .

                                                                                              [ ص: 549 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 549 ] (7) أبواب الكسوف

                                                                                              الكسوف : التغيير إلى سواد ، ومنه : كسف وجهه ; إذا تغير . والخسوف : النقصان ، قاله الأصمعي . والخسف أيضا : الذل ، ومنه : سامه خطة خسف ; أي : ذل ، فكسوف الشمس والقمر وخسوفهما : تغيرهما ، ونقصان ضوئهما ، فهما بمعنى واحد ، هذا هو المستعمل في القرآن وفي الأحاديث ، وقد قال بعض اللغويين : لا يقال في الشمس إلا : كسفت ، وفي القمر إلا : خسف ، وذكر هذا عن عروة . وقال الليث بن سعد : الخسوف في الكل ، والكسوف في البعض ، يعني: في الشمس والقمر .

                                                                                              وقوله : فإذا رأيتموه فقوموا فصلوا ; يعني : الكسوف ، فأعاد عليه ضمير المذكر ، وفي الأخرى : فإذا رأيتموها ، أعاده على كسوف الشمس وخسوف [ ص: 550 ] القمر ، وهذا يدل على التسوية بين كسوف الشمس وخسوف القمر في الصلاة في الأمر بالصلاة عندهما ، وبذلك قال جميع الفقهاء والعلماء من السلف وغيرهم ، غير أنهم اختلفوا في حكم ذلك وكيفيته ، فالجمهور : على أن صلاة كسوف الشمس سنة مؤكدة ، وأنها يجمع لها ، وأنها تصلى بإمام ، على خلاف في كيفية ذلك يذكر فيما بعد . وذهب أهل الكوفة إلى أنها لا يجتمع لها ، وأنها تصلى ركعتين ركعتين ، ومستندهم : حديث عبد الرحمن بن سمرة الآتي ، وليس بنص فيما قالوه ; فإنه قال فيه : فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين ; لاحتمال أن يكون إنما أخبر عن حكم ركعة واحدة ، وسكت عن الأخرى . والله أعلم . ثم لو سلم ذلك لأمكن أن يقال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ذلك كذلك ليبين جواز ذلك ، وغيره من الأحاديث يدل على أن السنة ما تضمنته تلك الأحاديث . [ ص: 551 ] وأما خسوف القمر فذهب مالك وأبو حنيفة : إلى أنه لا يجتمع لصلاته ، وأنها تصلى ركعتين ركعتين كسائر النوافل ، وذهب جمهور من الصحابة والعلماء وأصحاب الحديث والشافعي إلى أنها تجمع لها ، وتصلى على كيفية مخصوصة ، على الخلاف الذي يأتي ذكره .




                                                                                              الخدمات العلمية