الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي في هذه السنة من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن علي ، أبو بكر الفقيه الحنفي الرازي أحد أئمة أصحاب الرأي ، [ ص: 403 ] وله من المصنفات المفيدة كتاب " أحكام القرآن " ، وهو تلميذ أبي الحسن الكرخي ، وكان عابدا زاهدا ورعا ، انتهت إليه رياسة الحنفية في وقته ، ورحل إليه الطلبة من الآفاق ، وقد سمع الحديث من أبي العباس الأصم وأبي القاسم الطبراني وغيرهما ، وقد أراده الطائع لله على أن يوليه القضاء ، فلم يقبل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته في ذي الحجة من هذا العام ، وصلى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد بن زكريا ، أبو بكر الوراق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويلقب بغندر أيضا ، كان جوالا رحالا ، سمع الحديث الكثير ببلاد فارس وخراسان ، وسمع الباغندي وابن صاعد وابن دريد وغيرهم ، وعنه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني وكان ثقة حافظا ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن خالويه : الحسين بن أحمد بن خالويه ، أبو عبد الله النحوي اللغوي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب المصنفات ، أصله من همذان ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن ، كأبي بكر بن الأنباري وابن دريد وابن مجاهد ، وأبي عمر الزاهد ، واشتغل على أبي سعيد السيرافي ، ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان ، وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه ، وله مع المتنبي مناظرات .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 404 ] وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها " كتاب ليس " ; لأنه كان يكثر أن يقول فيه : ليس في كلام العرب كذا وكذا ، و " كتاب الآل " تكلم فيه على أقسامه وترجم الأئمة الاثنى عشر ، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن ، وشرح الدريدية ، وغير ذلك ، وله شعر حسن ، وكان فردا في زمانه ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية