الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8315 - من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار (حم د ت) عن معاوية - (ح)

التالي السابق


(من أحب أن يتمثل له الرجال) وفي رواية: العباد، وفي أخرى: عباد الله (قياما) أي ينتصب، والمثول الانتصاب، يعني يقومون قياما بأن يلزمهم بالقيام صفوفا على طريق الكبر والتجوه، أو بأن يقام على رأسه وهو جالس، قال الطيبي: قياما يجوز كونه مفعولا مطلقا لما في التمثيل من معنى القيام وأن يكون تمييز الاشتراك التمثيل بين المعنيين (فليتبوأ [ ص: 32 ] مقعده من النار) قال الزمخشري : أمر بمعنى الخبر كأنه قال: من أحب ذلك وجب له أن ينزل منزلته من النار وحق له ذلك اهـ. وذلك لأن ذلك إنما ينشأ عن تعظيم المرء بنفسه واعتقاد الكمال، وذلك عجب وتكبر وجهل وغرور، ولا يناقضه خبر: قوموا إلى سيدكم، لأن سعدا لم يحب ذلك، والوعيد إنما هو لمن أحبه، قال النووي: ومعنى الحديث زجر المكلف أن يحب قيام الناس له، ولا تعرض فيه للقيام بنهي ولا بغيره، والمنهي عنه محبة القيام له، فلو لم يخطر بباله فقاموا له أو لم يقوموا فلا لوم عليه، وإن أحبه أثم قاموا أو لا، فلا يصح الاحتجاج به لترك القيام، ولا يناقضه ندب القيام لأهل الكمال ونحوهم اهـ.

(حم د) في الأدب (ت) في الاستئذان (عن معاوية ) رمز لحسنه وهو تقصير، فقد قال المنذري: رواه أبو داود بإسناد صحيح، قال الديلمي : وفي الباب عمرو بن مرة وابن الزبير .



الخدمات العلمية