الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الأخفش

                                                                                      إمام النحو أبو الحسن ، سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري ، مولى بني مجاشع .

                                                                                      أخذ عن الخليل بن أحمد ، ولزم سيبويه حتى برع ، وكان من أسنان سيبويه ، بل أكبر .

                                                                                      [ ص: 207 ] قال أبو حاتم السجستاني : كان الأخفش قدريا رجل سوء ، كتابه في المعاني صويلح ، وفيه أشياء في القدر .

                                                                                      وقال أبو عثمان المازني : كان الأخفش أعلم الناس بالكلام ، وأحذقهم بالجدل .

                                                                                      قلت : أخذ عنه المازني ، وأبو حاتم ، وسلمة ، وطائفة .

                                                                                      وعنه قال : جاءنا الكسائي إلى البصرة ، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ، ففعلت ، فوجه إلي بخمسين دينارا .

                                                                                      وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي .

                                                                                      وكان ثعلب يفضل الأخفش ، يقول : كان أوسع الناس علما . وله كتب كثيرة في النحو والعروض ومعاني القرآن .

                                                                                      وجاء عنه قال : أتيت بغداد ، فأتيت مسجد الكسائي ، فإذا بين يديه الفراء والأحمر وابن سعدان ، فسألته عن مائة مسألة ، فأجاب ، فخطأته في جميعها ، فهموا بي ، فمنعهم ، وقال : بالله ، أنت أبو الحسن ؟ قلت : نعم ، فقام وعانقني ، وأجلسني إلى جنبه ، وقال : أحب أن يتأدب أولادي بك ، فأجبته .

                                                                                      [ ص: 208 ] مات الأخفش سنة نيف عشرة ومائتين وقيل : سنة عشر .

                                                                                      قال ابن النجار : كان أجلع - وهو الذي لا تنطبق شفتاه على أسنانه .

                                                                                      وقد روى عن هشام بن عروة ، والكلبي ، وعمرو بن عبيد .

                                                                                      وصنف كتبا في النحو لم يتمها .

                                                                                      قال الرياشي : سمعته يقول : كنت أجالس سيبويه ، وكان أعلم مني ، وأنا اليوم أعلم منه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية