الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              [ ص: 13 ] مقدمة

                                                                                                                              وهذه تشتمل على فصول، هي لمعرفة هذا الشرح والمتن أصول.

                                                                                                                              فصل

                                                                                                                              قال النووي في شرحه لمسلم: صنف مسلم «رح» في علم الحديث كتبا كثيرة منها: هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم «وله الحمد والمنة والفضل والنعمة» به على المسلمين، وأبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين.

                                                                                                                              قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة، وأبا حاتم يقدمان «مسلم بن الحجاج» في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما، وفي رواية «في معرفة الحديث» قلت: ومن حقق نظره في صحيحه «رح» واطلع على ما أودعه في أسانيده وترتيبه وحسن سياقته وبديع طريقته من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية، وتلخيص الطرق واختصارها، وضبط متفرقها وانتشارها، وكثرة اطلاعه واتساع روايته: وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات، واللطائف الظاهرات والخفيات، علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره وقل من يساويه، بل يدانيه من أهل وقته ودهره.

                                                                                                                              توفي «مسلم» بنيسابور «عشية الأحد» ودفن يوم الاثنين. لخمس بقين من رجب سنة 261 وهو ابن خمس وخمسين سنة رضي الله عنه انتهي. أقول: حررت ترجمته الشريفة أولا في كتابي «الحطة» .

                                                                                                                              [ ص: 14 ] مع ترجمة كتابه الصحيح ثم في «اتحاف النبلاء» . ثم في «التاج المكلل» فلا نطول الكلام بإعادة ذلك في هذا المقام. ونقتصر من أخباره «رح» على هذا القدر، فإن جماعة من أهل العلم والطبقات ذكروا أحواله ومناقبه وفضائله، وهي لا تستقصى، لبعدها عن أن تحصى، وفيما ذكرت دللت من الإشارة إلى حالته على ما أهملت من جميل طريقته، جمع الله بيننا وبينه في دار كرامته، بفضله وجوده ولطفه ورحمته.

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              الخدمات العلمية