الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          الرسل مصطفون.. والرسالات الإلهية متصلة

                                                          قال الله (تعالى): الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير

                                                          [ ص: 5032 ] الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير "الله "؛ ذو الجلال والإكرام؛ "يصطفي "؛ أي: يختار من صفوة خلقه "من الملائكة رسلا "؛ كجبريل؛ الأمين؛ روح القدس؛ اختاره ليكون رسولا لأنبيائه ورسله؛ الذين اختارهم أيضا من صفوة عباده؛ فاختار - سبحانه - من الملائكة من يبلغون عن الله (تعالى)؛ مصطفين من الناس؛ ليتلقوا رسالة الله إلى الناس؛ فالذين اختارهم من صفوة الملائكة ما اختارهم (تعالى) إلا ليبلغوا خلقه؛ وكل ذلك بأمر الله وباختياره؛ وإن هؤلاء المختارين من الملائكة يبلغون إما بالوحي؛ وإما برسل يرسلون؛ كما قال (تعالى): وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا

                                                          وإن الله (تعالى) لا يختار لهذا المنصب الأقدس؛ منصب التبليغ عن الله (تعالى)؛ إلا من كانوا في أعلى القداسة والنزاهة النقية: الله أعلم حيث يجعل رسالته ؛ ولذا قال (تعالى) مبينا أن الله (تعالى) لا يصطفي إلا عن علم من لا يخفى عليه شيء؛ فقال: إن الله سميع بصير أي أن الله عليم علما يقينيا؛ هو علم من يسمع؛ فهو السميع؛ وعلم من يبصر؛ فهو البصير.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية