الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
247 - وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن صاعد الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن ابن حوالة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه ، فقال : ألا أكتبك يا ابن حوالة ؟ قلت : لا أدري ، ما خار الله ورسوله ، فأعرض عني .

وقال إسماعيل مرة في الأولى : نكتبك يا ابن حوالة ؟ قلت : فيم يا رسول الله ؟ فأعرض عني ، فأكب على كاتبه يملي عليه ، ثم قال : أنكتبك يا ابن حوالة ، قلت : لا أدري ، ما خار الله لي ورسوله ، فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه ، قال : فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير ، ثم قال أنكتبك [ ص: 284 ] يا ابن حوالة ؟ قلت : نعم ، فقال : يا ابن حوالة كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي بقر ؟ قلت : لا أدري ، ما خار الله لي ورسوله ، قال : فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب ، قلت : لا أدري ، ما خار الله لي ورسوله ، قال : اتبعوا هذا ، قال : ورجل مقفى حينئذ ، قال : فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبيه ، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذا ؟ قال : نعم ، وإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
.

رواه الإمام أحمد أيضا ، عن يزيد بن هارون ، عن كهمس ، عن عبد الله بن شقيق ، حدثني رجل من عنزة يقال له : زائدة أو مزيدة بن حوالة ، فذكر نحوا من حديث يزيد بن هارون ، عن كهمس .

وإدريس بن جعفر : أخرجناه اعتبارا .

فيحتمل - والله أعلم - أن عبد الله بن حوالة كان اسمه زائدة أو مزيدة ، ثم غير إلى عبد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية