الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الوليد بن مسلم : عن عمر بن محمد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : لولا أن معاوية بالشام ، لسرني أن آتي بيت المقدس ، فأهل منه بعمرة ، ولكن أكره أن آتي الشام فلا آتيه ، فيجد علي ، أو آتيه فيراني تعرضت لما في يديه .

                                                                                      روى عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة ، أحيا ليلته .

                                                                                      الوليد بن مسلم : حدثنا ابن جابر ; حدثني سليمان بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان يحيي الليل صلاة ، ثم يقول : يا نافع ، أسحرنا ؟ فأقول : لا . فيعاود الصلاة إلى أن أقول : نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح .

                                                                                      قال طاوس : ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه .

                                                                                      وروى نافع : أن ابن عمر كان يحيي بين الظهر إلى العصر .

                                                                                      هشام الدستوائي : عن القاسم بن أبي بزة : أن ابن عمر قرأ فبلغ [ ص: 236 ] يوم يقوم الناس لرب العالمين فبكى حتى خر ، وامتنع من قراءة ما بعدها .

                                                                                      معمر : عن أيوب ، عن نافع أو غيره ، أن رجلا قال لابن عمر : يا خير الناس ، أو : ابن خير الناس . فقال : ما أنا بخير الناس ، ولا ابن خير الناس ، ولكني عبد من عباد الله ، أرجو الله ، وأخافه ، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه .

                                                                                      عبيد الله بن عمر : عن نافع ، كان ابن عمر يزاحم على الركن حتى يرعف .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن سلامة ، عن أبي المكارم التيمي ، أخبرنا أبو علي ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا حرملة ، حدثني أبو الأسود ، سمع عروة يقول : خطبت إلى ابن عمر ابنته ، ونحن في الطواف ، فسكت ولم يجبني بكلمة ، فقلت : لو رضي ، لأجابني ، والله لا أراجعه بكلمة . فقدر له أنه صدر إلى المدينة قبلي ، ثم قدمت ، فدخلت مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه ، وأديت إليه حقه ، فرحب بي وقال : متى قدمت ؟ قلت : الآن . فقال : كنت ذكرت لي سودة ونحن في الطواف ، نتخايل الله بين أعيننا ، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن . فقلت : كان أمرا قدر . قال : فما رأيك اليوم ؟ قلت : أحرص ما كنت عليه قط . فدعا ابنيه سالما [ ص: 237 ] وعبد الله ، وزوجني .

                                                                                      وبه إلى بشر : حدثنا خلاد بن يحيى ، حدثنا هارون بن أبي إبراهيم ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن عمر ، قال : إنما مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم يسيرون على جادة يعرفونها ، فبينا هم كذلك ، إذ غشيتهم سحابة وظلمة ، فأخذ بعضهم يمينا وشمالا ، فأخطأ الطريق ، وأقمنا حيث أدركنا ذلك ، حتى جلا الله ذلك عنا ، فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه ، فأخذنا فيه . إنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ، ما أبالي أن لا يكون لي ما يقتل عليه بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين .

                                                                                      عبد الله بن نمير : عن عاصم الأحول ، عن من حدثه ، قال : كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن به شيئا مما يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      وكيع : عن أبي مودود ، عن نافع ، عن ابن عمر ; أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ، ويقول : لعل خفا يقع على خف ، يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      قال ابن حزم في كتاب " الإحكام " في الباب الثامن والعشرين : المكثرون من الفتيا من الصحابة ، عمر وابنه عبد الله ، علي ، عائشة ، ابن [ ص: 238 ] مسعود ، ابن عباس ، زيد بن ثابت ، فهم سبعة فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم . وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا ابن عباس في عشرين كتابا . وأبو بكر هذا أحد أئمة الإسلام .

                                                                                      عبد الرحمن بن مهدي : حدثنا عثمان بن موسى ، عن نافع : أن ابن عمر تقلد سيف عمر يوم قتل عثمان ، وكان محلى ، كانت حليته أربعمائة .

                                                                                      أبو حمزة السكري : عن إبراهيم الصائغ ، عن نافع ; أن ابن عمر كان له كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس .

                                                                                      هذا غريب .

                                                                                      ولابن عمر في " مسند بقي " ألفان وستمائة وثلاثون حديثا بالمكرر ، واتفقا له على مائة وثمانية وستين حديثا . وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا ، ومسلم بأحد وثلاثين .

                                                                                      وأولاده من صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي : أبو بكر ، وواقد ، وعبد الله ، وأبو عبيدة ، وعمر ، وحفصة ، وسودة .

                                                                                      ومن أم علقمة المحاربية : عبد الرحمن وبه يكنى .

                                                                                      ومن سرية له : سالم ، وعبيد الله ، وحمزة .

                                                                                      ومن سرية أخرى : زيد ، وعائشة .

                                                                                      ومن أخرى : أبو سلمة ، وقلابة .

                                                                                      ومن أخرى : بلال ، فالجملة ستة عشر .

                                                                                      وعن أبي مجلز ، عن ابن عمر ، قال : إليكم عني ، فإني كنت مع من هو أعلم مني ، ولو علمت أني أبقى حتى تفتقروا إلي ، لتعلمت لكم .

                                                                                      [ ص: 239 ] هشام بن سعد : عن أبي جعفر القارئ : خرجت مع ابن عمر من مكة ، وكان له جفنة من ثريد يجتمع عليها بنوه ، وأصحابه ، وكل من جاء حتى يأكل بعضهم قائما ، ومعه بعير له ، عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء ، فكان لكل رجل قدح من سويق بذلك النبيذ .

                                                                                      وعن ابن عمر : أنه كان يأكل الدجاج ، والفراخ ، والخبيص .

                                                                                      معن : عن مالك ; بلغه أن ابن عمر قال : لو اجتمعت علي الأمة إلا رجلين ما قاتلتهما .

                                                                                      سلام بن مسكين : سمعت الحسن يحدث قال : لما قتل عثمان ، قالوا لابن عمر : إنك سيد الناس وابن سيدهم ، فاخرج يبايع لك الناس . فقال : لئن استطعت لا يهراق في محجمة . قالوا : لتخرجن أو لتقتلن على فراشك ، فأعاد قوله .

                                                                                      قال الحسن : أطمعوه وخوفوه ، فما قدروا على شيء منه .

                                                                                      وترجمة هذا الإمام في طبقات ابن سعد مطولة في ثمان وثلاثين ورقة .

                                                                                      يحول إلى نظرائه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية